Category Archives: مقالات
الأسطرلاب والموسيقى!
إلى أي مدى يحق لشعبٍ ما ورث تراثاً حضارياً أن ينتسب إليه إن لم يكن عارفاً بتفاصيله .. مبدعاً في تطويره ؟
قصيدة أيها النائم وتحليلها الموسيقي والإنساني : عندما رثت أسمهان نفسها دون أن تدري!
تسريع التسجيلات لكي تحتويها الأسطوانات الأولى سمح لعبد الوهاب أن يصغّر عمره عشر سنوات!
أم كلثوم و السنباطي في أوبرا عايدة : أول وآخر محاولة سينمائية جدية لتعريب الأوبرا حاصرها الطول والحذف و تغريدات أسمهان!
شركة أسطوانات بيضافون: سجلت التراث و دعمت الجديد و شاركها عبد الوهاب ثم أخرجها بسبب أسمهان!
جدلٌ حول ملحن قصيدة ليت للبرّاق عيناً آن له أن ينتهي!
فيلم ليلى بنت الصحراء جسدته أغنية و صودر ومنع من قبل حكومة الملك مجاملة لحكومة الشاه!
الإذاعة المصرية : أدت دوراً هاماً في تحفيز تطوير الموسيقى العربية و في نشرها و توحيد جمهورها و فتح أبواب الشهرة لكبارها
أسمهان تغني Happy Birthday : أربعون ثانية من الغناء تكشف معلومات كثيرة وتطرح سؤالاً هاماً عن العلاقة بين فيروز وأسمهان!
أنشر اليوم هذه اللمحة النادرة بصوت أسمهان ، للأغنية العالمية الشهيرة الخاصة بأعياد الميلاد ، التي غنتها أثناء حضورها لحفل عيد ميلاد صديقتها ساندي ، ومدتها حوالي 40 ثانية ، كمثالٍ على الكم الكبير من المعلومات ، الذي يمكن أن تختصره لمحة غنائية قصيرة ، طارحاً السؤال : ماذا يمكن أن نستنتج من الاستماع إليها؟
البرنامج التلفزيوني أسمهان: قراءة مختلفة تماماً عن قراءة التابعي!
الفرصة الضائعة مع الملك فاروق : أنا بنت النيل .. آخر ما سجلته أسمهان بصوتها
الحرب العالمية الأولى: فككت الإمبراطورية العثمانية و أرَّخت لبداية القرن العشرين و أطلقت نهضة موسيقية عربية جديدة!
وديع الصافي في كتاب الأغاني الثاني: قصيدة شهرنا السمح قد بدا
كتاب الأغاني موسيقياً – 1 : عندما شكل هارون الرشيد لجنة لاختيار الألحان الأهم من كبار ملحني عصره : هل ظلم عصره و كبار ملحنيه؟
تخلّي الجمهور عن مبدأ رفض الآخر أساس للانطلاق نحو نهضة موسيقية عربية جديدة!
دعا إلى إكساب موسيقانا التعبير عن المعاني ، وإلى تشكيل ثنائيات بين الملحنين والشعراء ، و إدخال الهارموني إلى الموسيقى العربية : أستاذٌ وباحث موسيقي مشهور يضع قبل تسعين عاماً أسس تطوير الموسيقى العربية!
ماهي الموسيقى ذات القيمة؟
الصدام بين ستة تيارات موسيقية ترفٌ أنهاه تيارٌ لا يرحم!
غريبٌ على باب الرجاء طريحُ لأم كلثوم:قصيدةٌ عاشت عندما توفيت صاحبتها بعد 20 عاماً على تسجيلها فأثارت جدلاً لم ينته!
هل يسجل التاريخ كل جديد ؟ و هل كل جديد مهم؟
القوالب الغنائية والموسيقية
بين الأهمية والنجومية : كيف يحدد التاريخ ما يسجله في صفحاته؟
هل نحن على طريق فقدان آلة القانون لأصالتها و هويتها؟
التداخل بين عالمي الإنشاد والغناء : لماذا كان لقب الشيخ يسبق اسم المغني أو الملحن ؟ وأين كانت فضاءات تعليم الغناء المتقن وحفظه ونشره في العصور الوسيطة ؟ ماهي المرجعية التي غابت؟ وهل من بديل؟
أسمهان في مئويتها: أثارت أربع مساحات للجدل آن لها أن تنتهي لنركز على صوتها الساحر!
لقد حان الوقت لكي ينتهي الانقسام بين جمهور المدرسة الرحبانية الفيروزية المبدعة!
خلافاً للمتداول : في كتابة تاريخ الموسيقى ، النص هو نصف الحقيقة ، و التسجيل الصوتي ، إن وجد ، هو الأساس!
مائة عام على نهاية حرب عالمية أولى ، وعلى انطلاق نهضة موسيقية عربية ، لم تستمر ، ولم يؤرخ لها!
مسابقة الملحنين الواعدين : لجنة التحكيم ومراحل الإنجاز وأسلوب التوصل إلى إعلان النتائج.
تشكيل لجنة التحكيم في مسابقة الملحنين الواعدين ومراحل إنجازها وأسلوب التوصل إلى إعلان نتائجها
النتائج النهائية لأول مسابقة للملحنين تقام في إطار مشروع نحو نهضة موسيقية عربية جديدة!
البرنامج الزمني ، للحدث الخاص باختيار الألحان الفائزة ، في أول مسابقة للملحنين ، تجري بالكامل على شبكة الانترنت.
الدكتور سعد الله آغا القلعة : دعوة للمشاركة في اختيار الألحان الفائزة في أول مسابقة للملحنين تقام على شبكة الانترنت
دعوة الملحنين والشعراء والمؤدين للمشاركة في مسابقة الملحنين الواعدين
دعوة للمشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الملحنين الواعدين والمسابقات اللاحقة
في ذكرى رحيل فريد الأطرش: استجمع قدراته في لحن الخلود ليؤرخ لخلوده ، فأرَّخ أيضاً للفراق!
الإجراءات المنجزة حتى الآن قبل إطلاق عملية التصويت على الألحان المرشحة للانتقال إلى مسابقة الملحنين الواعدين
سبق أن قلتُ بأن الفضائيات العربية أثبتت ، على مدى سنوات ، أن العالم العربي لا يفتقر إلى الأصوات الشابة الجميلة ، التي تستطيع أداء أصعب أغاني التراث الموسيقي العربي ، في يسر وسلاسة ، ولكنني أضفت بأن الواقع أثبت أيضاً ، أن تلك الأصوات سرعان ما تغيب في مسالك الألحان المسطحة ، إذ تفتقد الملحنين والمؤلفين الشباب ، القادرين على توظيفها ، للتأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
ثم طرحتُ السؤال التالي: كيف يمكن أن نجد الملحنين الواعدين القابعين خارج الأضواء؟
الأولة في الغرام لبيرم وزكريا وأم كلثوم : عندما غامرت أم كلثوم ، فقدمت لحناً مرسلاً على المسرح ، تلاشت فيه الحدود بين التطريب والنوح!
بعد نشرات متتالية ، توقفت فيها عند الموال وتحولاته ، من قالب بعتمد الارتجال ، إلى قالب ملحن بالكامل ، فقد بدا لي أنه من المهم أن أستكمل هذا المسار ، مع هذه الأغنية – الموال ، التي تحول فيها الموال إلى أغنية كاملة ، يمتد أداؤها إلى حوالي الساعة ، إنها أغنية : الأولة في الغرام ، لبيرم التونسي ، وزكريا أحمد ، وأم كلثوم.
أستطيع أن أقول أنني لم أجد لهذه الأغنية مثيلاً في الغناء العربي! لما حملته من عناصر ، تداخلت فيها ، فأصبح المستمع العارف بتلك العناصر ، لا يستطيع أن يعرف حقيقة مشاعره ، هل يطرب ، أم يحزن!
المسرح الغنائي العربي: هل من أمل في استعادته – 2 ؟ تحليل مشهد وينن لفيروز والأخوين رحباني في ناطورة المفاتيح
في النشرة السابقة ، توقفت عند المسرح الغنائي العربي ، منذ ولادته في بيروت ، على يد مارون النقاش ، حوالي العام 1947 ، الذي لم يكن ملحناً ، بل اعتمد على ألحان شائعة ليركب عليها نصه المسرحي ، ثم أبو خليل القباني المؤسس الحقيقي للمسرح الغنائي العربي ، من خلال وضع ألحان خاصة بالمسرحية المغناة ، ثم سلامة حجازي و سيد درويش وزكريا أحمد ، قبل أن تنهيه السينما في مصر ، وترثه لفترة قصيرة ، ليستمر في لبنان ، على يد الأخوين رحباني وفيروز أساساً ، قبل أن يغيب مرة أخرى ، مع تفكك تلك المدرسة المبدعة ، رغم محاولات منصور رحباني المتابعة ، ومسرحيات زياد التي لم تستمر .
المسرح الغنائي العربي: هل من أمل في استعادته – 1؟
العلاقة بين السمع والبصر في الموسيقى العربية : تجسيدٌ أخّاذٌ في قصيدة لاتكذبي ، وشارة مسلسل أرابيسك ، وموشح كللي يا سحب تيجان الربى بالحلي ، و تسجيلٌ نادرٌ للأستاذ صباح فخري ، و ترجمةٌ بالكمبيوتر والقانون!
قصيدة ابن جبير ” أقول وآنست في الليل نارا ” في مديحٍ نبويٍ بصوت فيروز : سعيٌ لإتقان ، اكتمل لحناً على مرحلتين!
دور قد ما حبَّك زعلان منَّك بصوت أنغام : عندما استكمل اللحن أبعاده التعبيرية ، ليحمل رسالة ، كتبت بلغة موسيقية عمرها مائة عام ، لوَّنها أداءٌ تعبيريٌ كثيفٌ و معاصر!
توقفت في النشرة السابقة بالتحليل التاريخي و الموسيقي عند دور : قد ما حبَّك زعلان منك ، من كلمات محمد الشاويش ، وقيل اسماعيل صبري ، وألحان الملحن الكبير محمد عثمان، وقلتُ حينها بأن هذا الدور سجل مرحلة انتقالية ، سبقت استقرار عنصري الآهات والهنك في قالب الدور ، وأنه من أوائل النماذج اللحنية ، التي حملت البذور الخفية للتعبير اللحني عن المعاني ، في أعمال نهايات القرن التاسع عشر ،
مبادرة أولى على طريق تشكيل عناصر نهضة موسيقية عربية جديدة – 2 : ردود فعل مشجعة ، و إيضاحات!
كانت ردود الفعل على المبادرة التي أطلقتها يوم الأحد الماضي ، أي منذ ثلاثة أيام ، وفيرة ومشجعة ، إذ حازت النشرة المخصصة لذلك على أكثر من 3600 إعجاباً ، و 135 تعليقاً ، على صفحتي على موقع فيس بوك. تضمنت التعليقات تأييداً واسعاً ، ولم يخل الأمر من بعض التعليقات المتشائمة ، التي اعتبرت أن الحالة ميؤوس منها ، مهاجمةً جيل الشباب ، والفضائيات وشركات الإنتاج الفني ، و متهمةً إياها بتغليب الربح ، على الاهتمام برفع سوية الذوق العام ، ولم يخل الأمر كذلك من تحليل مجتمعي ، لتثبيت تلك الحالة الميؤوس منها. اتجهت التعليقات أيضاً ، إلى الاستفسار عن أسلوب المشاركة ، لتتجه تعليقات أخرى إلى طرح اقتراحات ، تتضمن إجراءات تنفيذية.
بليغ حمدي في ذكرى رحيله : صداميةٌ في افتتاح الأغنية ، و تعبيريةٌ في تقديم المعاني ، و دفقٌ لحني ، و إبرازٌ للكورس – أي دمعة حزن لا ، نموذجاً!
حانة الأقدار لأم كلثوم مع محمد الموجي وطاهر أبي فاشا : إعجازٌ هندسيٌ متكاملٌ نصاً ولحناً!
القصيدة التي أتوقف عندها اليوم ، وهي للشاعر طاهر أبو فاشا ، ومن ألحان محمد الموجي ، لها مذاق مختلف نصاً ولحناً ، إذ أبدع الشاعر في تنويع قوافيها وأوزانها ، وفق أساليب الموشحات الأندلسية ، كما سنرى ، ما وجه الموجي إلى تشكيلS لحنيِّ آخاذ ، تنوعت فيi الإيقاعات والمقامات و الجمل اللحنية وتفاعلت ، بما عبَّر تماماً عما قصده الشاعر من قصيدته!
مبادرة أولى على طريق تشكيل عناصر نهضة موسيقية عربية جديدة : وضعُ ملحنين و مؤلفين وعازفين مميزين شباب ، مستلهمين إبداعات الكبار ، و مجددين ، في حال وجودهم ، في دائرة الضوء!
أثبتت الفضائيات العربية ، على مدى سنوات ، أن العالم العربي لا يفتقر إلى الأصوات الشابة الجميلة ، التي تستطيع أداء أصعب أغاني التراث الموسيقي العربي ، في يسر وسلاسة ، ولكن الواقع أثبت أيضاً ، أن تلك الأصوات سرعان ما تغيب في مسالك الألحان المسطحة ، إذ تفتقد الملحنين والمؤلفين الشباب ، القادرين على توظيفها ، للتأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
يا قدس يا حبيبة السماء بصوت سعاد محمد : لحنٌ مبدعٌ لرياض السنباطي ، احترم اكتفاء نص محمود حسن إسماعيل بحمل رسالة وجدانية إلى المدينة المقدسة ، لكي تستمر في رسالتها الأبدية ، في إقامة الصلاة ، ومباركة الحياة ، وابتعاده عن رسم الطريق لمعالجة المأساة!
رجعت ليالي زمان في تسجيل بصري نادر جداً ومكتمل لفيروز : ألمحت إلى مستقبل المدرسة الرحبانية و أعطت عناصر من قالب الدور وظيفة تعبيرية نادرة ، فمن لحنها؟
في عام 1972 ، وفي سياق مسرحية ناس من ورق ، غنت السيدة فيروز ( ماريا في المسرحية ) أغنية رجعت ليالي زمان الجميلة ، التي يتوافق فيها النص واللحن على التغني بأيام زمان ، وألحان زمان. هي بلاشك أغنية استثنائية في مسيرة السيدة فيروز ، إذ أنها الأغنية الوحيدة التي اقتربت كثيراً من قالب الدور، أهم وأعقد قالب غنائي عربي، مكسبة إياه وظيفة تعبيرية ،
لماذا لم يؤرخ العرب لموسيقاهم حتى اليوم؟
أجيب اليوم عن سؤال هام وصلني على بريد صفحي الخاص على موقع فيس بوك : لماذا تأخر التأريخ للموسيقى العربية نسبة للأمم الأخرى ؟ وهل هناك من معالجة لهذا الواقع ؟
وإليكم الإجابة التي أنشرها على الصفحة لتعميم الفائدة:
من حيث المبدأ ، تختلف عملية تأريخ الموسيقى عن عملية تأريخ أي نشاط إنساني آخر ، نظراً لخصوصيتها المتمثلة أساساً في تداخل الوثائق الموسيقية المكتوبة ، مع الوثائق السمعية والبصرية ، التي تشكل منتجها التقليدي ، وهو ما تسبب سابقاً في غموض كبير في نتائج عمليات تأريخ الموسيقى ، بسبب عدم وجود إمكانية الربط بين حوامل وثائقها في حامل واحد ، نجم عنه فصلٌ تامٌ بين النص ومضمونه الموسيقي. هذا مختلف عن الحديث عن الفلسفة أو الأدب ، حيث البيانات كلها نصوص ، بينما في الموسيقى ، النص هو نصف الحقيقة ، و التسجيل الصوتي ، إن وجد ، هو الأساس.
الابتكارُ شرطٌ من شروط الحصول على جائزة الدولة التقديرية : هل كانت أم كلثوم مؤدية أم مبتكرة؟
توقفت في النشرة السابقة عند إقدام السيدة أم كلثوم على التلحين مرتين ، متسلحة بمعرفتها الوافية بأسرار الموسيقى العربية ، ومقاماتها وأوزانها ، ثم تراجعها عن ذلك لأسباب ، توقفتُ عند بعضها في النشرة السابقة ، ما أدى إلى طرحي للسؤال التالي : هل كانت أم كلثوم مؤدية أم مبتكرة؟
في الواقع ، كان هذا الموضوع قد بدأ بإثارة جدل كبير في القاهرة ، حول الابتكار ، ومدى انطباقه على ما تقدمه السيدة أم كلثوم ، وذلك عندما طرُح موضوع ترشيحها لنيل جائزة الدولة التقديرية في الفنون ، وهي أعلى جائزة في مصر ، وهو الجدل الذي أدى إلى تأخير حصولها على الجائزة لتسع سنوات ، وإليكم ما حصل:
يا عاقد الحاجبين بصوت فيروز : لحنٌ للأخوين رحباني نُسب خطاً لسليم الحلو ، احتوى حرف مد ولَّد لوحده تلويناً في نبض جملة المذهب اللحنية و أكسبها طيفاً تعبيرياً عابراً!
رأينا في النشرة السابقة ، أنه إذا كان اللحن موضوعاً سلفاً ، فلابد من إيجاد نصٍ ، يتحقق فيه أحد الشرطين التاليين ، إما أن تتوافق مواقع الأحرف التي تسمح بالمد ، أو الخطف فيه ، مع مواقع المد والخطف في الجملة اللحنية الموضوعة سلفاً ، وهو ما أسميه في الإجمال : نبض الجملة اللحنية ، أو أن تكون كثافة الأحرف الصوتية التي تسمح بالمد والخطف كافية لتحقيق التوافق المطلوب ، ولكن تحقق التوافق الأمثل ، بين بيت شعري محدد و جملة لحنية محددة ، قد لا يستمر مع البيت التالي ، إذ أن مواقع الأحرف الصوتية ، تتغير مع تغير الأبيات ، وحتى في القصيدة الواحدة ، لأن التقطيع العروضي لا يفرق بين حرف ساكن وحرف صوتي قابل للمدّ!
مونولوج قضيت حياتي لأم كلثوم : عناصر مدرسة محمد القصبجي الرومنسية في رؤية سنباطية!
فيروز تغني شابلن – 2 : تيتينيا – ع اللومة : طرفة غنائية حققت تداخلاً لأغنية عُرفت بأنها لا معنى لها ، مع أغنية تسببت في شهرة وديع الصافي!
على طريق استشراف مستقبل موسيقانا العربية الأصيلة : دور أنا هويته وانتهيت بصوت سعاد محمد نموذجاً
أنشر اليوم ، وفي سياق مجموعة من المقالات ، أعرض فيها لتجارب هامة ، على طريق استكشاف فرص استدامة موسيقانا العربية ، عملاً غنائياً ، سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الغناء العربي ، و هو دور ” أنا هويته وانتهيت ” ، من كلمات الشيخ محمد يونس القاضي ، و ألحان الشيخ سيد درويش ، في الصيغة التي وضعها الموسيقار الراحل ، والصديق العزيز ، توفيق الباشا ، وأدتّها باقتدار قل نظيره ، الفنانة الكبيرة سعاد محمد.
القدود الحلبية: مخزون من الألحان متبدلة النصوص تشكل في حلب عبر السنين من روافد محلية و خارجية في عملية مثاقفة غير مسبوقة احتضنتها حلب بحكم موقعها على تقاطع خطوط التجارة العالمية : يا إمام الرسل و تحت هودجها نموذجاً
اشتهرت مدينة حلب ، ومنذ زمن بعيد ، بنمطين من الغناء خاصين بها ، سمي الأول : الموشحات ( الأندلسية في صورتها ) الحلبية ، والثاني : القدود الحلبية ، وهما نمطان من الغناء ، الثاني منهما صورة مبسطة عن الأول.
وفي الواقع ، فإن القدود الحلبية تندرج ضمن مسار موسيقي قديم جداً ، اعتمد مبدأ إعادة توظيف الألحان القديمة بنصوص جديدة ، لأسباب متنوعة ، قد أتوقف عنده في مقال قادم ، فيما أركز اليوم ، وفي اختصار شديد ، على القدود الحلبية والقدود الصوفية ، والعلاقة بينهما.
في ذكرى الرحيل: فيروز ترثي عاصي بأغنية لمين بتسهر النجمة ..مش لشي ولا أي شي وتقول وا زوجاه.. وا ملحناه!
فيروز في مغناة المحبة : المحبة بين البشر هي الطريق إلى استحقاق محبة الله
في هذه الأيام ، وفيما نحن ندخل في رحاب عيد الفطر المبارك ، آملين أن يُحِلَّ الله التسامح والمحبة في أفكارنا ، و الأمان في أوطاننا ، في أقرب الآجال ، أعود إلى مغناة ” المحبة ” لجبران خليل جبران ، و فيروز ، و الأخوين رحباني.
كانت هذه المغناة محاولة فريدة في الغناء العربي لتلحين نص نثري ، و لاشك في أن أهمية النص ، بمعانيه التي تدعو للمحبة والتسامح ، و التي نحتاج إليها اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، هي التي شجعت الرحبانيَين وفيروز ، المؤمنين بهذه الفضائل ، على خوض غمار هذه التجربة الفريدة ، في التلحين والأداء ..الكلمات اقتباسٌ من كتاب ” النبي ” ، لجبران خليل جبران ، الذي نشر أولاً عام 1923 ، باللغة الإنجليزية ، في الولايات المتحدة ، دون نجاح كبير ، لينتشر لاحقاً في الستينات من القرن الماضي ، بعد أن وجد في جمهور الشباب ، من يعتمد نظرته المثالية والرومنسية ، حيث ترجم إلى عشرات اللغات ، كما ترجم للعربية مراتٍ عديدة .
واجريحاه لسعاد محمد : التعبير عن صراعٍ مأساويٍ بين الحب والإيمان!
أتت أغنية واجريحاه ، في سياق فيلم الشيماء ، الذي قامت ببطولته سميرة أحمد ، وغنت فيه ، في دقة لافتة ، بصورتها ، على صوت سعاد محمد. كانت سعاد قد اكتفت ، بعد الفيلمين اللذين قامت ببطولتهما : فتاة من فلسطين عام 1948 ، ثم أنا وحدي عام 1952 ، بأن تغني في الأفلام بصوتها دون أن تظهر، وقد جاء فيلم ” الشيماء” ، الذي كتب قصته أحمد علي باكثير، وأخرجه حسام الدين مصطفى ، عام 1972 ، و الذي نعرض لإحدى أغنياته اليوم ، في هذا الإطار.