Category Archives: المسرح الغنائي
مشهد من برنامج العرب والموسيقى – لماذا ابتعد المسرحيون العرب عن الغناء مع أن بدايات المسرح العربي كانت غنائية!؟
حامل الهوى تعبُ بصوت فيروز ووديع الصافي : نصٌ حمّالٌ لأوجهٍ متعددة ، اختار منها الرحبانيان بعضَها ، وتجاوزا البعض الآخر ، فسعت فيروز بأدائها البصري لدعم اللحن الناتج!
أشرتُ في نشرة البارحة ، في إجابتي عن استفساراتٍ وردت ، إلى أن الملحن الجاد ، عندما يستلم أو يختار النص الذي سيضع له لحناً ، و يجد أنه يحمل أوجهاً متعددة ، فإنه يبحثُ في ثناياه عن جملة أو كلمة تشكل ، في رأيه ، ما أدعوه : الكلمة أو الجملة المفتاح ، إذ تدلّه على الجو العام للَّحن ، وذكرتُ في هذا الإطار ، أن حيوية لحن خالد الشيخ لأغنية يا معلق ، الذي كان موضوع النشرة قبل السابقة ، أتت بسبب ورود كلمة الغواني في البيت الأول ، فحددت مسار اللحن ، في حيويته ، كما حيوية الغواني ، فيما جاء لحنه لقصيدة : عيناكِ ، لنزار قباني ، هادئاً ، بناءاً على النص المتكرر ، المحدد للجو العام : فأنا لاأملك في الدنيا ، إلا عينيكِ وأحزاني.
حوارية آن الأوان في تسجيل سمعي بصري نادر تكشف جانباً إبداعياً خفياً عند سيد درويش وتخالف الإجماع السائد!
تجمع أدبيات الموسيقى العربية ، على أن مونولوج « والله تستاهل يا قلبي »، لسيد درويش ، في مسرحيته « راحت عليك »، شهد ولادة العناصر الرومنسية في الغناء العربي ، التي تم تأسيسها لاحقاً من قبل القصبجي في قالب محدد هو ، كما أسلفتُ : المونولوج الرومنسي.
المشكلة في أن الإجماع كثيراً ما يبنى على مقولة أولى ، يعتمدها الآخرون لاحقاً ، دون تمحيص ، فتحقق الإجماع.
في نشرة اليوم أخالف تماماً هذا الإجماع ، وإليكم السبب:
نشيد دقت طبول الحرب : عندما شرح بيرم التونسي أسباب التحدي بينه وبين سيد درويش الذي ولَّد أربعين ثانية من الغناء دخلت التاريخ!
من كتب نص قصيدة لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب للسيدة فيروز ..؟
اسكتش الضيعة والمدينة لوديع الصافي وصباح – كامل : عندما تروي الأغاني تاريخ المنطقة!
سلام الله على الأغنام : عندما طرقت أم كلثوم أبواب المسرح الغنائي سينمائياً .. ولم تعد!
نور الهدى وفريد الأطرش – مشهد من أوبريت أنا عايزة اتجوز
محمد عبد الوهاب و أسمهان في مشهد من أوبريت قيس وليلى – 1939
المسرح الغنائي العربي: هل من أمل في استعادته – 2 ؟ تحليل مشهد وينن لفيروز والأخوين رحباني في ناطورة المفاتيح
في النشرة السابقة ، توقفت عند المسرح الغنائي العربي ، منذ ولادته في بيروت ، على يد مارون النقاش ، حوالي العام 1947 ، الذي لم يكن ملحناً ، بل اعتمد على ألحان شائعة ليركب عليها نصه المسرحي ، ثم أبو خليل القباني المؤسس الحقيقي للمسرح الغنائي العربي ، من خلال وضع ألحان خاصة بالمسرحية المغناة ، ثم سلامة حجازي و سيد درويش وزكريا أحمد ، قبل أن تنهيه السينما في مصر ، وترثه لفترة قصيرة ، ليستمر في لبنان ، على يد الأخوين رحباني وفيروز أساساً ، قبل أن يغيب مرة أخرى ، مع تفكك تلك المدرسة المبدعة ، رغم محاولات منصور رحباني المتابعة ، ومسرحيات زياد التي لم تستمر .