ملخص الحلقة السابقة
رأينا في الحلقة السابقة كيف جذب لحن فريد ” عليك صلاة الله وسلامه ” لأسمهان انتباه السنباطي إلى صوتها، وقدراته الفائقة ، ما جعله يعرض عليها لحناً كان وضعه لأم كلثوم ، و رفضته ، بسبب أسلوبه التجديدي ، مكرساً أسمهان في الموقع الثاني مباشرة بعد أم كلثوم ، يؤكد ذلك ، نجاح أسمهان في أداء اللحن ، من جهة ، و ما أكدته الدراسة الإحصائية ، من انحسارٍ واضح في تعامل أم كلثوم مع السنباطي في الفترة اللاحقة.. حتى رحيل أسمهان عن هذه الدنيا.
بدوره ، عرض محمد القصبجي على أسمهان ، مدفوعاً بنجاح قصيدة من ألحانه ، كانت غنتها أسمهان ، قصيدة جديدة لتغنيها ، من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي ، الذي كان شعره محتكراً عملياً من قبل محمد عبد الوهاب ، في مساس بقمة عبد الوهاب هذه المرة . اختار القصبجي أن يلحن هذه القصيدة على الأسلوب التقليدي ، مبتعداً عن أسلوب التجديدي ، الذي رفضته أم كلثوم ، ما استدعى التوقف عند شرح الفروق الجوهرية ، بين الأسلوبين التجديدي والتقليدي ، في تلحين القصيدة العربية.
تبين لاحقاً أن خيار القصبجي ، الذي كان تنازلاً كبيراً منه ، وهو من كبار دعاة التجديد ، لم ينفعه في الاقتراب من فضاء أم كلثوم في مجال القصيدة ، فلم يكن أمامه إلا أن يذهب بالحداثة إلى منتهاها ، مع أسمهان ، في مونولوج ” تغريد البلابل – يا طيور ” ، الذي عرضت له الحلقة بتحليل موسيقي غير مسبوق ، كرره البعض لاحقاً ، بعد بث البرنامج ، دون الإشارة لصاحبه ..!
أركز في هذا القسم على الصراع الداخلي عند أسمهان ، بين كبريائها ، بسبب إحساسها بأنها أميرة وُلِدت في أسرة سورية عريقة من جهة، وبين حاجتها الملحّة للمال، واضطرارها للغناء لكي تعيش . فيلم انتصار الشباب قدم حلاً لأغلب هذه المشاكل : توفير المال ، وعدم الاضطرار لمواجهة الجمهور في الحفلات ، كما أتاح لشقيقها فريد أن يقدم نفسه كخمسة ملحنين في واحد ..
د. سعد الله آغا القلعة
[download id=”32735″]
