ملخص ما سبق
عرضتُ في القسم السابق لتناقضاتٍ عديدة رافقت حياة أسمهان : صوتها الرائع ، أولاً ، الذي انطلق كشهاب ثاقب في عالم الغناء ، أمام الظلم غير المسبوق الذي أحيطت به سيرتها في أدبيات الصحافة الفنية حتى اليوم ، ثم اضطراب حياتها الفنية ، ثانياً ، بسبب ضياعها بين كبريائها الموروث ، وبين شروط احتراف الغناء ، إلى أن تركز التحليل ، مدعماً بالوثائق والأساليب الإحصائية ، على التأثير الجارف لأغانيها التي أبهرت نخبة زمانها وزماننا ، وجسّدت التعبير والحداثة في الغناء العربي ، في توجيه أصوات أخرى ، كانت متربعة على القمة منذ سنوات طويلة ، نحو مسارات بعيدة ، أكثر أماناً واستقراراً.
كشفت في ذلك القسم أيضاً كيف خلطت أسمهان الأوراق ، بظهورها على ساحة الغناء العربي ، في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ، كما أحدد قبيل نهايته ، أسباب تقاعد محمد القصبجي ، بعد انحسار دوره في رسم ملامح عالم أم كلثوم الغنائي ، لصالح زكريا أحمد..
ولاشك في أن استعراض ذلك القسم من البرنامج أثار السؤال الكبير : ماذا لو عاشت أسمهان؟
في هذا القسم وهو الثاني من الحلقة الأولى أعرض للظروف التاريخية التي رافقت ولادة أسمهان ، ثم سفرها إلى القاهرة مع أهلها ، و بداياتها في عالم الغناء ، والشخصية الغنائية التي تأثرت بها ، ويناقش الكيفية التي تكوّن صوتها من خلالها في صباها ، لكي تتمكن من تنفيذ أنماط الغناء المختلفة في طيفها الواسع باقتدار ، وهي بعد طفلة ، فتؤدي الغناء الاصيل ، وتنتقل ، في العمل الغنائي الواحد ، إلى الغناء الرومنسي ، في يسرٍ غير معهود.
لنأتِ الآن إلى العرض التلفزيوني للقسم الثاني..
د. سعد الله آغا القلعة
[download id=”32709″]