كتاب الأغاني الثاني
مجلد حياة وفن أسمهان
في مجلد حياة وفن أسمهان ، أقدم صورة مختلفة عن الصورة الشائعة ، التي رسمتها كتاباتٌ صحفية شاعت وانتشرت ، ومسلسلٌ تلفزيوني ووثائقيات ، اعتمدت جميعها على كتاب الأستاذ محمد التابعي : أسمهان تروي قصتها! الذي أصدره بعد خمس سنوات على رحيلها ، وابتعد فيه عن كل ما له علاقة برصيدها الموسيقي والفني ، الذي كان أهم ما تركته أسمهان لعالمها ومحبيها.
في قراءتي لحياة وفن أسمهان أتوقف أساساً عند دور صوتها في تحريض تنافس الملحنين ، وتوجيه إبداعهم ، الذي غنَّته ، نحو مسالك جديدة ، ما أوصلها لتكون في قمة منافسة للقمة التي تربعت عليها السيدة أم كلثوم ، و جعل صورة الغناء العربي قبلها مختلفة تماماً عما أصبحت عليه بعدها ، كما أتوقف عند خفايا حياتها ، التي دفعتها ، بفعل الكبرياء والوفاء ، نحو مسارات حياة قاسية لا ترحم!
أولاً : تطور صيغ نشر المجلد
قُدم المجلد أولاً في نسخة تلفزيونية ، و هي برنامج ” أسمهان” ، ثم بدأ العمل على نسخة رقمية ، مع تطور النص الإلكتروني على الحاسوب ، ليتضمن النصوص المتشعبة Hypertext ، و تطور إمكانات الحاسوب في معالجة الأصوات والصور رقمياً ، وتخزين حجومها الكبيرة ، و مع تطور إمكانيات دمج الوسائط المتعددة ضمن النص.
مع انتشار شبكة الإنترنت ، وإمكانات النشر الإلكتروني المباشر ، مع ما يوفره من إمكانات هائلة للتحديث الدائم ، تغيرت المنهجية المتبعة ، من خلال التركيز أكثر على صيغة النشر الرقمي المباشر ، التي تسمح بنشر نسخة تلفزيونية على الشبكة ، أولا، ثم نسخة رقمية موسوعية ، بحيث تتضمن النسخة الرقمية نص تقديم البرنامج ، مترابطاً مع عشرات النصوص المتشعبة ، التي تشرح المصطلحات والمواضيع الموسيقية والتاريخية ، وسير الشخصيات المؤثرة في حياة أسمهان ، في تغليب للمحيط العام الذي عاشته ، كما ترفق النسخة الرقمية بنسخة صوتية ، على شكل كتاب مسموع ، ما يسمح بقراءة متأنية مسموعة للنص ، وذلك في تغليب لأهمية النص في هذه النسخة.
يتضمن المجلد أيضاً جدولاً تفاعلياً ، يعرض تسجيلات لأغاني أسمهان ، يتلوه تصويتُ لاختيار أهمها ، وفق منهجية كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني .
تتضمن النسخة الرقمية المتشعبة أيضاً نصوصاً خاصة بحياة أسمهان، تبحر في استعراض شريط حياة أسمهان ، من خلال نظرة نقدية معمقة ، لم تكن النسخة التلفزيونية تسمح بها ، ما يكفل في الإجمال تشكيل رؤية متكاملة ، ومتجددة دائماً ، عن العصر الذي عاشت فيه أسمهان ، و يتيح للقارئ أن يفهم بشكل أعمق، عناصر التحليل الموسيقي والدرامي المعروضة في الكتاب، وعناصر العصر الذي عاشته.
ولاشك في أن هذا الأسلوب حوّل الكتاب الإلكتروني إلى نسخة طيّعة مليئة بالحياة ، قابلة للتحديث الدائم ، مقابل النسخة المطبوعة الثابتة ، غير القابلة للتحديث، إلا في طبعة تالية.
مناهج التحليل
اعتمدتُ في تأليف المجلد في نسختيه التلفزيونية والرقمية ، على دمج مناهج التحليل جميعها ، لتأريخ وتوثيق حياة وفن أسمهان ، سواء أكان المنهج السياقي ، المعتمد على إدماج دراسة التطور التاريخي و الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي للمجتمع ، مع دراسة الوضع الحياتي والنفسي لأسمهان ، وارتباط ذلك ، في إجماله ، بمضمون أعمالها الغنائية و بتطور العناصر الموسيقية فيها ، وذلك لاكتشاف العناصر الجديدة ، أم المنهج النصي ، المعتمد على تحليل مضمون عناصر العمل الإبداعية وأسلوب تركيبها ، بغض النظر عن سياقاتها ، مع أنني في كثير من الأحيان ، كنت أعود مرة أخرى ، لدراسة تطور العناصر الداخلية في تلك الأعمال في سياقها أيضاً ، عندما كنت أجد ذلك ضرورياً ، خاصة عند الشك في وجود قفزة جديدة في ذلك العنصر المدروس ، تضيف إلى اللغة الموسيقية العربية جديداً ، فأخضع ذلك العنصر إلى المنهج السياقي لاكتشاف مدى جدَّته.. ولولا اعتماد نظام معلومات الموسيقى العربية في ترتيب المعلومات ، لما أمكن التوصل إلى نتائج التحليل التي وثقتها في النسخة التلفزيونية ثم الرقمية.
سأبين في هذا المجلد من مجلدات كتاب الأغاني الثاني ، متبعاً منهجية التحليل الموصوفة ، أن أسمهان كانت حاملةً لهويات متعددة، ولنقاط ضعف وقوة ولادية، ثم مكتسبة، من العائلة والمحيط، وأنها تعرضت لتهديدات خارجية، وسنحت أمامها فرص، متسائلاً هل أحسنت استغلال نقاط قوتها، لتحَوِّل الفرص إلى مزيد من نقاط القوة ، أوصلتها إلى قمة الحداثة في الموسيقى العربية ، أم خذلتها نقاط ضعفها، فتحولت فرصُها إلى تهديدات، وضعتها في مواقع ضعف .. و أخضعتها لظلمٍ غير مسبوق في تاريخ الموسيقى العربية..!
يعرضُ المجلد للقرارات للقرارات الكبرى التي اتخذتها أسمهان في حياتها، والمصالح التي قادت تلك القرارات، ويبيِّنُ متى تقاطعت تلك القرارات مع أحاسيسها ومشاعرها، ومع مصالح الآخرين، فأنتجت.. ومتى تناقضت فأحبطت..
وسأتابع، بمشيئة الله، إصدار المجلدات التالية من كتاب الأغاني الثاني، على النسق ذاته ، والله الموفق والمستعان.
جاء المجلد في أحد عشر باباً:
الباب الأول : النسخة التلفزيونية – حلقات البرنامج التلفزيوني أسمهان ، الذي يقع في حوالي 6 ساعات تلفزيونية .
الباب الثاني : النسخة المقروءة والمسموعة والمتشعبة : تفريغ نص برنامج حياة وفن أسمهان مع ربطه بحوالي115 نصاً مدعماً بعشرات الملفات الصوتية والفيديوية ، تشرح في إجمالها المصطلحات وسير الشخصيات التي تم ذكرها في البرنامج .
الباب الثالث : أحداث وشخصيات أثرت في حياة أسمهان.
الباب الرابع : الهوية ، الفرص ، التهديدات والضياع : فصل خاص بحياة أسمهان يتضمن استجلاءً للنسيج الذي حكم مشاعرها وقراراتها، في ظل ظروف حياتها القاسية و القصيرة.
الباب الخامس : أغاني أسمهان مع الكلمات.
الباب السادس : الشعراء الذين كتبوا أغاني أسمهان .
الباب السابع : الملحنون الذين غنَّت أسمهان من ألحانهم .
الباب الثامن : الأفلام التي مثلت فيها أسمهان أو اتصلت بحياتها أو بأغانيها.
الباب التاسع : آلات موسيقية تميزت في أغاني أسمهان.
الباب العاشر : مقالات تحليلية تناولت فن أسمهان.
الباب الحادي عشر : ملاحق تتضمن لقاءات تلفزيونية كنتُ أجريتها ، وجاء فيها ذكر أسمهان وفنها ، كما تتضمن تلك الملاحق جدولاً تفاعلياً لأغاني أسمهان يسمح بالتصويت لاختيار أهم أغانيها التي ستدخل السباق بين أعمال كبار الموسيقى العربية لتحديد أهم 100 عمل غنائي أو موسيقي عربي وفق منهجية كتاب الأغاني للأصفهاني.
الباب الثاني عشر : حلقات تلفزيونية أخرى من برامجي عرضتُ فيها لفن أسمهان . تُنشر لاحقاً.
يمكن متابعة تفاصيل مجلد حياة وفن أسمهان عبر الفهرس العام لمجلد أسمهان.
كما يمكن الإبحار في أبوابه عبر المدخل الرئيسي للمجلد.