متابعة لموضوع تبيان الطريقة التي احتفى بها عالم الألحان بحلول شهر رمضان المبارك ، في فترة مضت ، أنشر اليوم ، في هذا السياق ، الأغنية الرمضانية : شهرنا السمح قد بدا ، من كلمات الشاعر موفق شيخ الأرض ، وألحان وأداء الأستاذ وديع الصافي ، وهي من الأغاني التي نوثقها في مشروع كتاب الأغاني الثاني.
كان الأستاذ وديع قد سجل هذه الأغنية في عام 1965 ، ثم أعاد تسجيلها لصالح الإذاعة المصرية ، في 16 شباط 1969، وهو التسجيل الذي أنشره.
لا تزال أجواء الأغنية بعيدة عما اشتُهر من الأغاني الرمضانية ، ومنها أغنية رمضان جانا لمحمد عبد المطلب ، وأغنية وحوي يا وحوي لأحمد عبد القادر ، و أغنية هلت ليالي لفريد الأطرش ، التي تميز أغلبها بالتعبير عن الفرح بقدوم الشهر الفضيل ، لتتجه هذه الأغنية ، كما أغنية نور الهدى : يامن إليك القلب يبتهل ، المنشورة قبل أيام ،إلى التذكير بفضائل الشهر ، وإلى التعبير عن رجاء المؤمن ، الباحث عن النجاة ، قبول توبته.
أعرض فيما يلي لبعض ملامح التعبير في هذه القصيدة الدينية ، التي سجلت ، ثم أصبح تذاع باستمرار ، في إطار الاحتفاء بحلول شهر رمضان المبارك.
اللحن كلاسيكي وقد بني على مقام العجم مع تلوينات ، وعلى قالب الطقطوقة المطورة ( المقابل لقالب الروندو في الموسيقى الغربية ) ، المشكل من لحن ونص متكررين ( أ ) متناوبين مع ألحان متغيرة للأغصان ذات النصوص المختلفة ( ب ، ج ، د ) ، بحيث يكون الترتيب: أ ب أ ج أ د أ . تميز اللحن أيضاً بمساحة صوتية نادرة في أغاني الأستاذ وديع الصافي ، وصلت إلى 16 صوتاً ، لعلها تعبر عن رحابة شهر رمضان واتساعه ، أداها وديع الصافي باقتدار ، مع إضفاء تعبيرية واضحة في الأداء ، عند بعض المفردات ، مثل ” نجِّني ، التوبة ، وموئلي ..” . كان البدء بآلة الناي ، ذات الأبعاد الروحية الواضحة ، في المقدمة الموسيقية ، موفقاً ، كما جاء لحن المقدمة حاملاً لدفقات لحنية ، عبرت بوضوح عن الرجاء…
الكلمات وتناوب الألحان:
أ
شهرنا السمح قد بدا خيِّراً يُغدق الندى
يمنح الطيب والسنا يُرسل النور والهدى
***
ب
يُسعد المؤمن الذي نال بالصوم مقصِدا
قال يارب نجِّني واستمع دعوة الندا
***
أ
شهرنا السمح قد بدا خيِّراً يغدق الندى
يمنح الطيب والسنا يُرسل النور والهدى
***
ج
إنني جئت أرتجي من تجلّى وأرشدا
إقبل التوبة استجب للذي جاء قاصدا
***
أ
شهرنا السمح قد بدا خيِّراً يغدق الندى
يمنح الطيب والسنا يُرسل النور والهدى
***
د
بابك اليوم غايتي فاهدِني أنت من هدى
أنت ذخري وموئلي أنت لي النور والهدى
***
أ
شهرنا السمح قد بدا خيِّراً يغدق الندى
يمنح الطيب والسنا يُرسل النور والهدى”