الفصل السابق : حياة وفن أسمهان – الفصل الرابع – 5
الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الرابع – القسم السادس
إنها الحرب!
التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :
ولكن واقع الحياة يختلف عن السينما. الأستاذ فريد الأطرش سيواجه في حياته الشخصية موقفاً مماثلاً للموقف الذي واجهته أسمهان في الفيلم، عندما رفضتها أم زوجها لأنها مغنِّية. ستُقال له الجملة ذاتها عندما يتقدّم بطلب للزواج من ابنة عائلة كبيرة في مصر، ويُصاب بأوّل ذبحة صدريّة في حياته أمام هذا الواقع المر.
أما أسمهان فسرعان ما تعود إلى أرض الواقع، مشكلتها الأساس التي جعلتها تفارق زوجها غير قابلة للحل، وتعيش حالة من الضياع، فتتزوج المخرج أحمد بدرخان ، الذي أخرج فيلم انتصار الشباب لمدة خمسين يوماً، ثم تتركه. إنها حالة الضياع الكامل بين الكبرياء، بين الحسرة على الأسرة التي غادرتها ، وبين حاجتها للمال، وبالتالي للغناء من أجل أن تعيش، خاصة أنها كانت حالة غلاء في فترة حرب.
الحرب .. هي التي ستقدم لها الفرصة الجديدة التي ستُحمل على طبق من فضة. الحلفاء في الحرب العالمية الثانية يقدِّمون لها مهمّة تاريخية، عليها أن تعود إلى سورية لكي تقوم بهذه المهمّة. هل تقبل؟ ستقبل.. هناك وعود بالاستقلال، وهناك مال وفير، وهناك أيضاً قرب من الزوج الذي عليها أن تُقنعه بأن يساعدها في مهمّتها.
وهكذا، وفي تلك الأيام تُغنّي من لحن شقيقها فريد الأطرش ” رجعت لك يا حبيبي ” متشوِّقة للعودة إلى زوجها ، وإلى بلادها، وإلى أسرتها. تُغنّي إذاً وتتشوّق ونحن نتساءل: عندما ستعود، هل ستنجح في مهمّتها؟ هل ستكون هناك أي متغيرات تؤثّر على مستقبل حياتها؟ كلّها أسئلة سنجيب عليها في الحلقة القادمة. ولكن أيضاً هذه الحلقة ستوصلنا إلى نهايتها الفاجعة في عام 1944، عندما ستغادر هذه الدنيا. ولكن الآن لنتوقف… الآن نحن (بعيدون) عن ذلك… الآن … إنها تتغنّى، تتشوّق للعودة إلى زوجها في لحنها الذي تُغنّيه من تلحين الأستاذ فريد الأطرش رجعت لك يا حبيبي ، ولندقّق في هذه الأغنية التي سنسمعها مع شارة البرنامج، نؤكّد على الزفرة الحرّى الني ستُغلف لفظة حبيبي والتي ستُعبِّر وتكشف عن عواطفها الدفينة.
(قطع إلى شارة البرنامج مع أغنية رجعت لك يا حبيبي لـ أسمهان )
رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب
وكان لقاك من نصيبي من بعد طول الغياب
يا ما افتكرتك
يتبع : حياة وفن أسمهان – الفصل الخامس – 1
الفهرس العام لمجلد أسمهان الإلكتروني