الفصل السابق : حياة وفن أسمهان – الفصل الرابع – 4
الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الرابع – القسم الخامس
فريد الأطرش.. يجمع سيد درويش ومحمد القصبجي في عمل واحد
التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :
مع كل هذا، ما يغفر للأستاذ فريد الأطرش أنه كان لا يجاري الأستاذ عبد الوهاب فقط … إنه كان يُقدم أوبريتاً سينمائياً، كان يمكن أن تُقدَّم على المسرح، وبالتالي، كان أمامه تراث سيد درويش الغنائي في المسرح الغنائي لمقارعته، وهنا أيضاً لم يتأخّر. يؤكّد لنا ذلك ظهور شخصية حنظل، هذه الشخصية التي مجرد أن نشاهدها ونستمع إليها نتذكّر شخصيات مسرح سيد درويش الغنائي، في أسلوب الأداء، في اللحن، كلّه متقارب. ومع ذلك أذكِّر أيضاً في المقطع الذي سيأتي، في المقدِّمة الموسيقية التي تمهِّد لشخصية حنظل، فيها صدامية موسيقية تذكِّرني أيضاً بصدامية الموسيقى في الانتقال بين المَشاهد في تراث سيد درويش المسرحي الغنائي.
(قطع إلى مقطع من أوبريت انتصار الشباب )
حنظل: يا قرنفل بدّي أعجل بالزفاف من عفاف..
واخرج بها من دي البلد اللي لقيت فيها النكد
طول النهار أسمع غزل ربّالي في القلب العلل
شباب حلوبن رايحين جايين
يغنوا للبنت الحلوة تسمع لغاهم
واهو كل من تفهم غنوة تعشق غناهم
أقول لك الحق أنا ما غيرش من حد عمري إلا الشباب
وبدي ساعة تيجي ما أشوفش واحد يسبب لي دي العذاب
في المشهد التالي مقولة جديدة للأستاذ فريد الأطرش في مجال سيد درويش ، لقد قدّمتُ شخصية فرديّة من شخصيات مسرح سيد درويش ، وقاربتُها لحناً وأداءً وأسلوباً، ولكنّني قادر على تقديم أسلوبه في الغناء الجماعي، والمشهد التالي فيه غناء جماعي للمجموعة على أسلوب سيد درويش في المسرح الغنائي ، ولكنه، الأستاذ فريد الأطرش ، يقول: هذا فعلاً على أسلوب سيد درويش ، لكن اللحن ليس له، إنه لي.
(قطع إلى مقطع من أوبريت انتصار الشباب )
حنظل : أما صحيح قلة أدب….
المجموعة : وانت كمان أمرك عجب
شايب وعايب يا غلبان وقال تحب وتترتب
ده الحب مخلوق للشبان مش للعجوز المتكركب
مونولوج كان لي أمل
المقدمات الموسيقية الملائمة للمَشاهد المتغيِّرة في الأوبريت كانت واضحة أيضاً في المقطع التالي الذي سيقدّم لنا مونولوج … ضمن الأوبريت ..مونولوج كان لي أمل . هذا المونولوج الذي لحّنه الأستاذ فريد في مزاج قصبجي لأنه مونولوج رومانسي شاعري يتحدّث عن معانٍ تتصل بحياة أسمهان ، نلاحظ فيه أيضاً أولاً المقدّمة الموسيقية الأوركسترالية الممهِّدة، ولكن ضمنه تعود الموسيقى كبطلة في الحوار مع أسمهان ضمن النقاش العلني في حيوية الموسيقى المعبِّرة عن التفاؤل ضمن معاني الأغنية التي تُعبِّر عن واقع حياة أسمهان .
(قطع إلى مونولوج كان لي أمل لـ أسمهان )
كان لي أمل في الحياه ألقى نديم الروح
أقضي الشباب وياه زي الطيور في الدوح
نطير في جو الهنا ونعيش في ظل الغصون
هو يراعيني وأنا أصون هواه في العيون
لكن زماني .. كتب هواني .. وكان نصيبي بعد الأماني
الختام
طبعاً ترد في ما استمعنا إليه مقدِّمة موسيقية قصيرة تعبيرية تذكّرني بمقدمة موسيقية قصيرة تعبيرية وردت في مونولوج يا دنيا يا غرامي عند الأستاذ عبد الوهاب ولكن ما لنا وهذا؟ هذا بحر لا نهاية له، فلنعُد إلى ختام الأوبريت . فعلاً تأتي أو يأتي ختام الأوبريت ليوصل إلينا حل المشاكل. أم زوج أسمهان في الفيلم تقبل، أو تُغيِّر موقفها، وتقبل عودة ابنها إلى زوجته، لأنها تقتنع أنها، أو أن الفن قادر على أن يعيش محترَماً بين الناس، وفي هذا رسالة واضحة لـ أسمهان ، في أن الفن النظيف قادر على أن يحقِّق احترام الناس، وإن اقتنعت أسمهان بها، ففعلاً هذا يساهم في حل مشاكل حياتها، وحياة فريد أيضاً.
على كل حال، يأتي الختام وتؤدّيه أسمهان في أداء أوبرالي على الأسلوب الأوبرالي في أسلوب يُظهِر وكأنها أمضت حياتها تتعلم هذا الأسلوب الجديد في الموسيقى العربية، مع أنها لم تتعلّمه أبداً، ولكنها مع ذلك تؤدّيه في فطرية رائعة متداخلة مع اقتدار خطير.
(قطع إلى ختام أوبريت انتصار الشباب )
المجموعة : ليل يا ليل يا سلام ع الليل
والكون هادي والجو جميل
يتبع : حياة وفن أسمهان : الفصل الرابع – 6 : إنها الحرب ..!
الفهرس العام لمجلد أسمهان الإلكتروني