الفصل السابق : حياة وفن أسمهان – الفصل الرابع – 1
الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الرابع – القسم الثاني
النقاش العلني بين الكبرياء والفن مستمر
التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :
على كل حال، النقاش العلني في الفيلم، والذي نوّهتُ عنه قبل قليل، سيتمثّل في محورين: محور إحساس أسمهان بالكبرياء، وقد عاشت العزّ في أسرتها في سورية، ثم محور إحساسها بالحزن الدفين، وقد اضطُرّت لفراق أسرتها، فكيف تتفاءل وتعيش وهي في هاتين الحالتين؟
الرد سيكون عبر موال يقدِّمه فريد في الفيلم، وفي حوار مباشر مع أسمهان ، عندما يغنّي:
صوني الخدود في شبابك عن دموع العين
كل الأمور تنتهي والعسـر بين يُسـرين
الزرع لسّـه فـي أوِّلـه والزهـر فيـن
يوم انتصار الشباب للصابـرين موعـود
بكره دموع الفرح تمحي دمـوع البيـن
ولكن قبل أن يبدأ الموّال هناك مقطع حواري مباشر بين أسمهان وفريد حول النقطة ذاتها: هل يستطيع الإنسان أن يعيش من الغناء؟
(قطع إلى حوار في الفيلم حول الغناء و النجاح في الحياة : رأي فريد أن الغناء يؤمن النجاح وهي ترفض الفكرة )
ثم موال لـ فريد الأطرش :
صوني الخدود في شبابك عن دموع العين
كل الأمور تنتهي والعسـر بين يُسـرين
الزرع لسّـه فـي أوِّلـه والزهـر فيـن
يوم انتصار الشباب للصابـرين موعـود
بكره دموع الفرح تمحي دمـوع البيـن
طبعاً الأستاذ فريد عندما أدى هذا الموّال أدّاه في تعبيرية واضحة باللحن عن المعاني، مثلاً عندما أدّى دموع الفرح، أدّاها مع إيقاعية بسيطة للتعبير عن الفرح. عندما أدّى دموع البين أدّاها، أو دموع الفراق، أدّاها في لحن مرسَل تعبيري عن الحزن، حزن الفراق، وهكذا إذاً حاول أن يُعبّر عن المعاني، ولكن هذا الموّال حمل فعلاً الرأي الواضح: غداً دموع الفرح، فرح الانتصار، ستمحي دموع الفراق، فراق الأسرة والزوج .
ويتكرر الموضوع ذاته في حوارية “الشمس غابت أنوارها ” ، هنا نعود إلى المحورين الأساسيين في الفيلم، محور أن الأستاذ فريد يطرح نفسه كأربعة ملحّنين في واحد، ومحور حياة أسمهان . في المحور الأول سيمزج هنا بين الحوارية والتانغو والموّال ، أما في محور حياة أسمهان هو يتحدث عن القناعة والرِّضا، وهي تتساءل: أين السعادة؟
(قطع إلى حوارية الشمس غابت أنوارها لـ أسمهان و فريد الأطرش )
أسمهان: الشمس غابت أنوارها والكون بدا في ظلام الليل
والدنيا سكتت أطيارها وكان غُناها شجي وجميل
فريد: الليل صفاه سحر وجمال والروح هناها في الليالي
فيه الوداعه والسكون وفيه أهيم ما بين خيالي
زي الحياة من غير غُنا فيها القناعه
فيها البساطة والرضى في كل ساعة
أسمهان: وازاي نعيش من غير أماني ونلقى في الدنيا الهنا
فين النعيم بين الأغاني فين السعادة في الضنى
فريد: الصبر يحيي الأمل وكل شيء بالعمل
الدنيا جميلة
أسمهان: أفراحها قليلة
فريد: والنسمة عليلة
أسمهان: يا عذابي الليلة
تتزوّج أسمهان في الفيلم من شاب ثريّ يقوم بدوره أنور وجدي ، الذي يحيطها بالحب والحنان، مثلما كان زوجها في الحياة يحيطها بالحب والحنان، ولكنّها، وكما في الحياة الواقعية، عندما اضطرّت لفراق زوجها ، كما وضّحنا في حلقات سابقة، هنا أيضاً ستُضطر لفراق زوجها في الفيلم لأن أمّه اكتشفت أنها مغنِّية.
(قطع إلى مشهد حواري من فيلم انتصار الشباب )
إذاً في الحالين هي التي تترك، وها هي الآن في الفيلم تتغنّى وتتحسّر:
(قطع إلى يا ليالي البشر لـ أسمهان )
يا ليالي البشر يا أحلى الليالي
أين أنتِ الآن من ليل هواني
يتبع : يا ليالي البشر – مقدرة موسيقية و متابعة للنقاش العلني بين الكبرياء والفن