فيلم من إنتاج جبرائيل تلحمي، وهو أول أفلام أسمهان وشقيقها فريد الأطرش، وكان الفيلم الوحيد الذي جمعهما تمثيلاً، حيث قاما ببطولته عام 1941 ، مبنياً على قصة عمر جميعي وحوار بديع خيري. كتب الأغاني أحمد رامي ويوسف بدروس وبيرم التونسي ولطفي الحكيم، ولحنها فريد الأطرش، كما قاد عزيز صادق الفرقة الأوركسترالية التي رافقت أوبريت انتصار الشباب.
يروي الفيلم قصة شقيقين قدما إلى مصر من الشام بحثاً عن النجاح والشهرة، فيما يؤكد جذور أسمهان وفريد الشامية سينمائياً. يبين الفيلم الخلاف بين الشقيقين حول دور الغناء في المجتمع، ويظهر هذا عندما تعمل نادية ( أسمهان) وشقيقها وحيد ( فريد) في صالة، فتتحسر على حالها بينما يشيع فريد في غنائه وحواره الأمل بالمستقبل.
تتزوج نادية من ثري من زبائن الصالة أحبها، ولكن والدته تبدأ بالسعي لتفريقهما، عندما تكتشف أنها كانت مغنية، بينما يضطر وحيد للسعي للنجاح وحيداً بعد زواج شقيقته.يتوصل الشقيقان لتحقيق النجاح عبر أوبريت انتصار الشباب في نهاية الفيلم، عندما تعود نادية للغناء بعد افتراقها عن زوجها، مما يسمح لعائلة زوج نادية أن تتقبل الزواج، ويحقق لفريد المستقبل الذي يبحث عنه في عالم الفن.
يغني فريد في الفيلم أشكالاً متعددة من الغناء، بدءاً من الغناء المنسرح والموال الشامي ( صوني الخدود، صدوك عني العدا) وصولاً إلى الطقطوقة” وحياتك ” والتانغو ” الحب عز وهنا ” والحواريات مع أسمهان ( الشمس غابت أنوارها، إيدي ف إيدك ) ، التي تغني أيضاً أشكالاً متنوعة من قالب الطقطوقة ( ياللي هواك شاغل بالي، يا بدع الورد ) ، وقالب المونولوج الرومنسي ( كان لي أمل، يا ليالي البشر ) الذي يبرز جمال صوتها، ولكن أهم عمل في الفيلم كان أوبريت انتصار الشباب، التي تقاسم بطولتها الشقيقان فريد الأطرش وأسمهان، واحتوت على مقاطع أوبرالية أدتها أسمهان بأسلوب غناء الرأس، وهو ما لم تؤده أي مطربة عربية قبلها أو بعدها، كما نافس فريد الأطرش فيها، ألحان مشاهد من أوبريت ” قيس وليلى ” التي أتت في فيلم “يوم سعيد ” عام 1939 من بطولة محمد عبد الوهاب وشاركت فيها أسمهان بصوتها، وتأثر بها.