ولد عميد الأدب العربي طه حسين عام 1889 في صعيد مصر. فقد بصره طفلاً، فوجهه أهله إلى الكتّاب، ثم إلى الأزهر، حيث درس على الشيخ سيد المرصفي، ثم اتصل بأحمد لطفي السيد، وانتظم في الجامعة الأهلية.
سافر إلى فرنسا لدراسة الآداب القديمة والفلسفة، واطلع هناك على الأدب الفرنسي المعاصر. حاضر في الجامعة الأهلية بعد عودته، وعين أستاذاً في الجامعة المصرية عند إنشائها عام 1925 ، ثم أصبح عميداً لكلية الآداب فيها، فمديراً لجامعة الإسكندرية، فوزيراً للمعارف.
نال الدكتوراه من الجامعة المصرية القديمة عام 1914 ، على أطروحته ” ذكرى أبو العلاء “، كما حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، بالاستناد إلى أطروحته ” ابن خلدون وفلسفته الاجتماعية “. قدم عدداً كبيراً من الدراسات الأدبية الأخرى مثل ” حديث الأربعاء “، و ” في الأدب الجاهلي “، و ” حافظ وشوقي “، و ” مع المتنبي ” و ” خصام ونقد “، كما كتب دراسات في التاريخ السياسي والاجتماعي لفترة صدر الإسلام، مثل “الفتنة الكبرى “، وأخرى في أصول الحضارة الغربية، وتيارات الأدب الغربي المعاصر.
اتجه أيضاً إلى كتابة صحف مختارة، من الشعر التمثيلي عند اليونان مثل ” قادة الفكر “، كما أبدع كتباً مستمدة من كتب السيرة مثل “على هامش السيرة “، وقصصاً معاصرة يدور معظمها في بيئة الصعيد، مثل ” دعاء الكروان ” و ” شجرة البؤس “. كتب سيرته الذاتية ” الأيام “، كما أنجز دراسات في سياسة التعليم مثل ” مستقبل الثقافة في مصر “.
اتجه في بحوثه الأدبية إلى السعي لإدراج الروح العلمية في دراسة تاريخ الأدب، كما سعى في مقالاته النقدية، إلى تأكيد حرية الأديب وحرية الناقد، مع الالتزام بقواعد الذوق الرفيع، وجمع في صياغة إنتاجه القصصي بين البساطة والفخامة والوضوح.
في 28 تشرين الأول / أكتوبر عام 1973 رحل عميد الأدب العربي طه حسين عن هذه الدنيا ، وبعيد وفاته أنتجت الإذاعة المصرية على عجل مسلسلاً إذاعياً في ثلاثين حلقة عن قصة للكاتب كمال الملاخ بعنوان ” قاهر الظلام ” ليروي قصة حياة الأديب الكبير ، الذي أصيبت عيناه بالرمد وعمره أربعة أعوام ، ما أطفا النور فيهما إلى الأبد ، ومع ذلك استطاع التفوق على أقرانه ، وكتب اسمه على صفحات التاريخ بأحرف من نور.
وضع الأستاذ محمد عبد الوهاب موسيقى شارة المقدمة والنهاية ، ووضع الأستاذان محمد الموجي وعلي اسماعيل الألحان ، فكان للموجي وضع ألحان النصوص التي غناها الأستاذ عبد الحليم حافظ ، فيما وضع اسماعيل الألحان الأخرى التي قدمت من قبل المجموعة ، والموسيقى المرافقة للأحداث.
وفي سياق هذا المسلسل غنى عبد الحليم حافظ من ألحان محمد الموجي “والله ما قول الآه ” الذي يعبر عن مشاعر التحدي عند طه حسين