رجل دولة فرنسي وضع نظام الجمهورية الخامسة في فرنسا وكان أول رئيس لها.
ولد شارل دوغول في مدينة ليل الفرنسية عام 1890 . درس العلوم العسكرية في أكاديمية سان سير. تميز إبان الحرب العالمية الأولى في معركة ( فيردان ) عام 1916 حيث جُرح وأُسر.عمِل بعد الحرب مع الماريشال بيتان، وعُرف بأنه سعى إلى مكننة الجيش الفرنسي في كتاباته. أعلن، بعد احتلال الألمان لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، تشكيل لجنة فرنسية في المنفى، واعتمدت هذه اللجنة من دول الحلفاء.
قاد القوات الفرنسية كرئيس لفرنسا الحرة، إلى جانب قوات الحلفاء، ابتداء من عام 1940 . زار سورية بعد أن دخلتها قوات الحلفاء عام 1941 ، وطردت الفرنسيين الفيشيين الموالين لألمانيا من دمشق، بمساعدة أسمهان، و أصبحت سورية بالتالي تابعة لفرنسا الحرة.
لبى دوغول أثناء زيارته لسورية عام 1942 ، دعوة أسمهان وزوجها الأمير حسن الأطرش ، حاكم منطقة جبل العرب السورية ، لزيارة السويداء ، كما حضرت وزوجها حفل تكريمه في دمشق. كان ذلك ضمن مساعيها لدفع الحلفاء لتحقيق وعود الاستقلال ، التي كانوا قد قطعوها لها ، مقابل إقناعها لأهلها ، و لشيوخ قبائل البادية السورية ، لتسهيل دخول الجيش البريطاني ، عبر المناطق الجنوبية من سورية ، و مفاجأة السلطات الفرنسية الفيشية ، وطردها من سورية ، خاصة أن دوغول ، و بضغط من البريطانيين ، كان قد أطلق تلك الوعود علناً. لكن تراخي دوغول في تطبيق وعوده ، مع تحسن وضع الحلفاء ، في مجريات الحرب العالمية الثانية ، تسبب في اتهام أهل أسمهان لها بالخيانة ، خاصة بعد أن أهداها وسام اللورين ، وهو وسام فرنسا الحرة. اضطرت فرنسا للجلاء عن سورية في 17 نيسان 1946 ، بضغط من الثورات المتلاحقة للشعب السوري، ولكن ذلك كان بعد وفاة أسمهان.
بعد نهاية الحرب، أطلق حركة سياسية جديدة أسماها ( تجمع الشعب الفرنسي ) وأصبح رئيساً للوزراء عدة مرات. انتخب رئيساً للجمهورية عام 1959 للمرة الأولى، فحقق لفرنسا تطورات كبيرة في جميع المجالات، ثم انتخب عام 1965 لفترة رئاسية ثانية. استقال من رئاسة الجمهورية الفرنسية بعد أحداث أيار 1968 وانسحب، مخصصاً وقته لكتابة مذكراته، قبل أن يرحل عن هذه الدنيا في عام 1970 .