ولد سيد درويش في حي “كوم الدكة ” الشعبي في الاسكندرية في 17 آذار/ مارس عام 1892 . عاش في أسرة فقيرة، وتوفي والده وهو في السابعة من عمره. التحق بالمعهد الديني في عام 1905 ، فتعلم تجويد القرآن، وراح يعمل في تلاوته وإنشاد الموشحات والقصائد النبوية. عمل كمساعد دهّان في عام 1907 في ورشة بناء، و فيها سمعه بالصدفة الممثل الشامي أمين عطا الله، فأعجب بطريقة أدائه، وضمه إلى فرقة أخيه سليم عطا الله المسرحية. سافرت الفرقة إلى الشام بعد ذلك بسنة، ولكنها لم تلاق النجاح.
عاد سيد درويش إلى الاسكندرية، بعد أن بقى في الشام تسعة أشهر، ثم سافر مرة ثانية إليها عام 1910 مع فرقة سليم عطا الله أيضاً، وبقي هناك 3 سنوات، تعلَّم خلالها أصول صنعة الغناء والتلحين، وحفِظ التواشيح والإيقاعات الموسيقية القديمة في حلب، المركز الموسيقي الهام. عاد إلى الاسكندرية سنة 1912 ، وقدم ألحانه على أنها ألحان شامية، حتى برز بين كبار فناني زمانه، فأعلن أنها له.
انتقل للقاهرة في عام 1917 ، وتعاون مع جورج أبيض، في مسرحيته الأولى ( فيروز شاه ) ، التي سقطت سقوطاً ذريعاً، لأنها كانت تعكس الألحان السائدة، مما دفعه إلى تغيير مساراته. تعاون بعدها مع نجيب الريحاني وعلي الكسار في المسرح الغنائي، فحقق نجاحاً كبيراً، متعاوناً مع نصوص بيرم التونسي وأمين صدقي وبديع خيري، ومستوحياً ألحانه من جمل الشعب الغنائية ، و زارعاً بذور المونولوج الرومنسي كما في لحنه ” والله تستاهل يا قلبي ” .
حافظ على مساراته في تلحين الموشحات والأدوار، حيث تطور دور الكلمة المغناة لديه،وأصبحت لها أهمية كبرى، مستفيداً في هذا من عمله في المسرح، فأنشأ التعبير الموسيقى، والتصوير، و تقليص مساحة الارتجال، وضبط اللحن في الغناء، بعد أن كان الغناء قبله يعتمد على الارتجال والتصرف، مساهماً بالنتيجة في تأكيد الدور الهام للملحن.
أسس في عام 1921 فرقة مسرحية باسمه، وقدم أوبريت” شهرزاد ” ، التي ضمنها أول توظيف للبوليفوني ( تمازج الأصوات ) في نشيد ” دقت طبول الحرب ” ، ثم أوبريت” البروكة ” ، وفي 14 أيلول عام 1923 ، ذهب إلى الاسكندرية لاستقبال الزعيم سعد زغلول، وللاستعداد للسفر إلى ايطاليا لمواصلة الدراسة الموسيقية، لكنه أصيب في اليوم التالي بنوبة قلبية قضت عليه، عن عمر يناهز 31 عاماً.
له موشحات كثيرة منها ” كلما رمت ارتشافاً ” و “منيتي عز اصطباري ” و ” يا بهجة الروح ” و ” ياشادي الألحان “، وأدوار شهيرة، أتت على مقامات غير متداولة منها ” ياللي قوامك يعجبني ” على مقام النكريز، و ” في شرع مين ” على مقام الزنجران ، و ” ضيعت مستقبل حياتي ” على مقام البيات الشوري، ضمّن نصوصها تطور مراحل حبه لجليلة، وطقاطيق خفيفة منها ” زوروني كل سنة مرة ” و ” يا بلح زغلول .
وضع لأول مرة ألحاناً للطوائف ( المهن ) ، منها ألحان ” السقايين ” و ” الصنايعية ” و ” العمال ” و ” الموظفين “، كما قدم ألحاناً لمسرحيات كثيرة منها ” شهرزاد ” و ” العشرة الطيبة ” و ” البروكة ” و ” راحت عليك ” .
من أشهر الأناشيد التي كتبها ولحنها نشيد ” بلادي بلادي ” الذي اعتمد لاحقاً ليكون النشيد الوطني في مصر ، و ” أنا المصري كريم العنصرين ” من أعمال مسرحية شهرزاد .
توفي في الاسكندرية في 15 ايلول عام 1923 .
أغنيات لحنها الشيخ سيد درويش
مقالات تناولت أغنيات لحنها سيد درويش أو تعلقت بألحانه
- التجريب عند سيد درويش في مسرحة الموسيقى العربية
- حوارية آن الأوان في تسجيل سمعي بصري نادر تكشف جانباً إبداعياً خفياً عند سيد درويش وتخالف الإجماع السائد!
- زوروني كل سنة مرة بين سيد درويش وعثمان الموصلي .. ؟؟
- على طريق استشراف مستقبل موسيقانا العربية الأصيلة : دور أنا هويته وانتهيت بصوت سعاد محمد نموذجاً
- في ذكرى رحيل بيرم التونسي : عندما يدفع الزجّال بالملحن نحو مسارات إبداعية جديدة!
- في ذكرى مرور مائة سنة وسنة على العرض الأول لمسرحية العشرة الطيبة ألحان سيد درويش: تسجيل نادر للحن الوصوليين عشان ما نعلا ونعلا ونعلا الذي أطلق شرارة التعبير بالموسيقى عن المعاني المرتبطة بحركة الجسد!
- موشح العذارى المائسات : الشيخ عمر البطش يضيف على موشحات سيد درويش لكي تنسجم مع القالب اللحني للموشحات في حلب!
- نشيد أنا المصري كريم العنصرين لسيد درويش : عندما يكمل اللحن ما أغفله النص ويلخص التطور الموسيقي عبر آلاف السنين في ثوان!
- نشيد دقت طبول الحرب : عندما شرح بيرم التونسي أسباب التحدي بينه وبين سيد درويش الذي ولَّد أربعين ثانية من الغناء دخلت التاريخ!
حلقات تلفزيونية تناولت فن سيد درويش
- 06- مع الدكتور سعد الله آغا القلعة نحو نهضة موسيقية عربية جديدة – الحلقة السادسة : التضاريس اللحنية والتعبير عن المعاني في أمهات الأغاني!
- 17- مع الدكتور سعد الله آغا القلعة نحو نهضة موسيقية عربية جديدة – الحلقة 17 : نشيد دقت طبول الحرب : عندما ولَّد التحدي بين بيرم التونسي وسيد درويش أربعين ثانية من الغناء دخلت التاريخ!
- برنامج نهج الأغاني – الحلقة الثامنة – 2 : التعبير عن الضياع بين سيد درويش و كميل شامبير!
- حياة وفن أسمهان – الحلقة الخامسة – 1 : حياة حافلة بالألم وبتحفيز الجديد عند الملحنين
- حياة وفن أسمهان – الحلقة الرابعة – 5 : فريد الأطرش.. يجمع سيد درويش ومحمد القصبجي في عمل واحد
- حياة وفن أسمهان – الحلقة الرابعة – 6 : إنها الحرب !
- حياة وفن أسمهان – الفصل الرابع – 5 : فريد الأطرش .. يجمع سيد درويش ومحمد القصبجي في عمل واحد
- عبد الوهاب مرآة عصره – الحلقة الأولى – 2 : عبد الوهاب ومنبع فنه الأهم .. سيد درويش!
- عبد الوهاب مرآة عصره – الحلقة الثانية – 1 : رعاية أمير الشعراء لعبد الوهاب قادته ليصبح الشيخ أبو العلا منبعه الخامس .. في تلحين القصيدة!
- عبد الوهاب مرآة عصره – الحلقة السابعة – 1 : فيلم يحيا الحب : عودة إلى سيد درويش و تمكين للأصوات النسائية في مواجهة صعود أم كلثوم في السينما
- عبد الوهاب مرآة عصره – الحلقة السابعة – 2 : فيلم يحيا الحب : حشد القدرات والتركيز على التعبير لمواجهة وهن الصوت!
- في ذكرى ولادة كميل شمبير الملحن الذي ظلمه التاريخ: مقارنة بين لحنه نويت أسيبك ولحن صديقه سيد درويش سيبوني يا ناس في التعبير عن الاستنكار والضياع!