ولد سلطان باشا الأطرش في بلدة القريّا في محافظة السويداء السورية في العام 1888 . أعدم العثمانيون والده ذوقان الأطرش عام 1911 بسبب مقاومته الحملة التي قادها سامي باشا عام 1910 ضد منطقة جبل العرب. كان أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية، قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على داره في القرياّ في ربيع عام 1918 ، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق في 30 أيلول 1918 ، فمنحه الملك فيصل الأول لشجاعته لقب باشا.
عارض سلطان الانتداب الفرنسي بشدة، ورفض إنشاءهم دويلة جبل الدروز . بدأ الصدام بينه والفرنسيين في تموز 1922 ، بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر وهو لبناني، اشترك مع أحمد مريود في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو، وحاول الاحتماء بدار سلطان باشا الأطرش، هرباً من الفرنسيين، إلا أنه اعتقل قبل وصوله إلى الدار، وكان سلطان الأطرش خارج بلدته يومها. جهز سلطان قوة من رجاله يوم 21 تموز / يوليو 1922 قطعت طريق السويداء- دمشق حيث كانت ثلاث مصفحات فرنسية تقوم بنقل خنجر إلى دمشق، فكمن لها الثوار في موقع ( تل الحديد ) غرب السويداء، وتمكنوا من تعطيل مصفحتين، كما قُتل قائد المجموعة الضابط الفرنسي بوكسان، و تم أسر بعض جنوده، إلا أن المصفحة الثالثة تمكنت من الوصول إلى دمشق، وكان أدهم خنجر فيها، وسرعان ما أرسل إلى الإعدام في بيروت.تم تجهيز حملة عسكرية بقيادة الضابط الفرنسي هوغ إلى القريا، كما قامت الطائرات بقصف وتدمير منزل سلطان، فانسحب وبدأ حرب عصابات ضد القوات الفرنسية.
كانت حادثة أدهم خنجر واحتجاز أسرى فرنسيين خلالها، وخلال المعارك التي تلتها، سبباً في توجه علياء المنذر والدة أسمهان وزوجة فهد الأطرش إلى مصر مع أولادها في عام 1923 ، بعيداً عن مناطق النفوذ الفرنسي، خشية أن يعتقل الفرنسيون أولادها رهائن لاستعادة أسراهم.
في عام 1925 أطلق سلطان باشا الأطرش الثورة السورية الكبرى من جبل العرب، وانتشرت في جميع المناطق السورية. كانت أول عمليات الثورة العسكرية في منطقة جبل العرب، إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين، إحداهما وقعت قرب قرية إمتان، وأُسر طيارها،ثم الهجوم على صلخد في 20 تموز /يوليو 1925 ، وإحراق دار البعثة الفرنسية، فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية إلى الكفر بقيادة الضابط الفرنسي نورمان، الذي استخف بقدرات الثوار، ولكن المعركة حسمت لصالح الثوار، وقُتل نورمان قائد الحملة، وقضى الثوار على الحملة كلها تقريباً ولم ينج منها سوى سبعة جنود أرسلوا إلى السويداء لإضعاف معنويات الفرنسيين.
قاد الأطرش بعد ذلك العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين، كان من أبرزها معركة الدخول إلى السويداء في 26 تموز/ يوليو، ومعركة المزرعة في 2 و 3 آب / أغسطس عام 1925 ،حيث تمكن الثوار من سحق الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال ميشو الضابط المعروف في الحرب العالمية الأولى، و كذلك معارك الإقليم الكبرى، والمسيفرة، ومعارك أخرى تكبد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة. امتدت المعارك إلى دمشق والغوطتين وترددت أصداؤها في سورية والبلدان العربية، حيث نقلت الصحافة المصرية أخبار الثورة بدقة، ودعت إلى تقديم المساعدات المادية اللازمة لها.
في 23 آب/ أغسطس عام 1925 ، أصدر سلطان باشا الأطرش بيانه الشهير ( إلى السلاح ) ، الذي أعلن فيه أهداف الثورة السورية الكبرى، وهي توحيد سورية، والاستقلال، وإقامة الدولة العربية الحرة، فعمت الثورة مختلف أرجاء سورية. ساند الحلفاءَ، بتوسطٍ من أسمهان، لطرد الفرنسيين الفيشيين من سورية عام 1941 ، مقابل وعد بالاستقلال، ثم عادى الفرنسيين، بسبب عدم تحقيقهم وعودهم.
شارك سلطان باشا الأطرش في الانتفاضة السورية عام 1945 ، وقام الأمير حسن الأطرش محافظ جبل العرب ، بإخراج الفرنسيين من المنطقة ، فقام الفرنسيون بقصف السويداء والمدن الاخرى ، لتعم الانتفاضة سورية ، إلى أن تم تحقيق الاستقلال ، وجلاء الفرنسيين عن أراضيها في عام 1946 .
في عام 1948 ، دعا سلطان باشا إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين ، كما عارض سياسات أديب الشيشكلي أثناء حكمه في النصف الأول من الخمسينات ، و بارك الوحدة العربية التي قامت بين مصر وسورية عام 1958 ، وعلرض الانفصال الذي تم في عام 1961.
ذُكر سلطان باشا الأطرش في أحد أبيات قصيدة سعيد عقل “سائليني” عندما قال :
قل لذاك الليث في آجامه : واحدٌ نحن إذا الشام تُضام
توفي سلطان باشا الأطرش في 26 آذار/ مارس عام 1982 ، و شُيِّع في 28 آذار / مارس عام 1982 ، وحضر جنازته أكثر من نصف مليون شخص.