ولد أحمد فتحي في عام 1913 . عمل مدرساً في القاهرة، وكان يقوم في نهاية الثلاثينات بتقديم برامج للقراءة الشعرية في الإذاعة. تعاون مع رياض السنباطي في عدد كبير من القصائد التي غناها السنباطي بنفسه في نهاية الثلاثينات، لصالح الإذاعة المصرية، ومنها قصائد ” فجر “، و “همسات “، و ” شجون “، كما لحن السنباطي لفتحية أحمد، بعضاً من قصائده كقصيدة ” ظنون ” .
اطلع السنباطي على قصيدته حديث عيون ” يا لعينيك ” ، في عام 1938 ، فلحنها لأم كلثوم، ولما رفضتها لروحها التجديدية، عرضها على أسمهان، فغنتها لصالح الإذاعة البريطانية، فذاعت وانتشرت. نُقل بعد خلاف مع مديره في العمل إلى الأقصر، وهناك صاغ قصيدة ” الكرنك ” بعد أن استوحاها من وحي أطلال المعابد الشهيرة ، وأرسلها إلى الإذاعة المصرية ، فحولتها إلى محمد عبد الوهاب فلحنها و غناها عام 1941 ، في إطار المسار الذي وضعه للقصائد الإذاعية الطويلة خلال الحرب العالمية الثانية ، والذي كان افتتحه مع قصيدة ” الجندول ” ، ومنذ ذلك اليوم لُقِّب أحمد فتحي ” شاعر الكرنك”.
حلمٌ لاح لعين الساهر وتهادى في خيال عابر
وهفا بين سكون الخاطر يصل الماضي بيمن الحاضر
طاف بالدنيا شعاع من خيال حائر يسأل عن سر الليالي
يا له من سرها الباقي ويالي لوعة الشادي ووهم الشاعر
حين ألقى الليل للنور وشاحه وشكى الظل إلى الرمل جراحه
يا ترى هل سمع الفجر نواحه بين أنغام النسيم العاطر
صحت الدنيا على صبح رطيب وهفا المعبد للحن الغريب
مرهفاً ينساب من نبع الغيوب ويناديه بفن الساحر
ها هنا الوادي وكم من ملك صارع الدهر بظل الكرنك
وادعاً يرقب مسرى الفلك وهو يستحيي جلال الغابر
أين يا أطلال جند الغابر أين آمون وصوت الراهب
وصلاة الشمس وهمي طار بي نشوة تزري بكرم العاصر
أنا هيمان ويا طول هيامي صور الماضي ورائي وأمامي
هي دمعي وغنائي ومدامي وهي في حلمي جناح الطائر
ذلك الطائر مخضوب الجناح يسعد الليل بآيات الصباح
ويغني في غدو ورواح بين أغصان وورد ناضر
في رياض نضر الله ثراها وسقى من كرم النيل رباها
ومشى الفجر إليها فطواها بين أفراح الضياء الغابر
حلم لاح لعين الساهر وتهادى في خيال عابر
وهفا بين سكون الخاطر يصل الماضي بيمن الحاضر
لم يعد عبد الوهاب إلى التعاون معه، بعد أن بدأ التعاون بينه وبين حسين السيد، كما لم تُقبل أم كلثوم على التعاون معه إلا قبيل وفاته في نهاية الخمسينات، عندما غنت له من ألحان رياض السنباطي قصيدة ” قصة الأمس ” عام 1958 ، إذ توفي فجأة ، بعد تقديمها بفترة قصيرة ، في 30 تموز / يوليو 1960.
أنا لن أعودَ إليك مهما اسْتَرْحَمَتْ دقاتُ قلبي
أنتَ الذي بدأ الملالةَ والصُّدودَ وخانَ حُبّي
فإذا دعوتَ اليومَ قلبي للتصافي لا لن يُلبِّي
كنتَ لي أَيّامَ كانَ الحبُّ لي أملَ الدُّنيا ودُنيا أَملي
حينَ غنَّيتُك لحنَ الغزلِ بينَ افراحِ الغرامِ الأوّلِ
وكنتَ عيني، وعلى نورِها لاحتْ أزاهيرُ الصِّبا والفُتون
وكنتَ روحي، هامَ فى سرِّها قلبي ولم تُدرِكْ مداه الظُنون
وعدتني أنْ لا يكون الهوى ما بيننا إلا الرِّضا والصَّفاء
وقلتَ لي إنَّ عذابَ النَّوى بُشرى توافينا بقُربِ اللقاء
ثمَّ أخلفتَ وعوداً طابَ فيها خاطري
هل توسَّمْت جديداً فى غرامٍ ناضرِ؟
فغرامي راح يا طولَ ضَراعاتي إليه
وانشغالي فى ليالي السُّهد والوَجْدِ عليه
كانَ عندي وليسَ بَعْدَكَ عِندي نعْمَةٌ من تصوّراتي ووجدي
يا تُرى ما تقولُ روحُك بعدي فى ابتعادي وكبريائي وزُهدي
عِشْ كما تهوى قريباً او بعيدا
حَسْبُ ايّامي جراحاً ونواحاً ووعودا
ولياليَّ ضَياعاً وجُحودا
ولقاءً ووداعاً يتركُ القلبَ وحيدا
يَسْهَرُ المِصباحُ والأقداحُ والذكرى معي
وعيونُ الليل يَخبو نورُها فى أَدمُعي
يا لذِكراك التي عاشتْ بها روحي على الوهمِ سنينا
ذهبتْ من خاطري إلا صدى يعتادُني حيناً فحينا
قصّةُ الأَمس أُناجيها وأحلامُ غَدي وأمانيُّ حسانُ رَقَصَتْ فى مَعْبَدي
وجراحٌ مُشعلاتٌ نارَها فى مَرْقدي وسَحاباتُ خيالٍ غائمٍ كالأبدِ
أنا لن أعودَ إليك مهما اسْتَرْحَمتْ دقّاتُ قلبي
أنتَ الذي بدأ الملالةَ والصُّدودَ وخانَ حُبّي
فإذا دعوتَ اليومَ قلبي للتصافي لا لنْ يُلبّي
أغنيات كتبها أحمد فتحي
مقالات تناولت أغنيات كتبها أحمد فتحي أو تعلقت بنظمه
أفلام كتبها أو كتب بعض أغنياتها أحمد فتحي
حلقات تلفزيونية تناولت فن أحمد فتحي