كان أحمد بدرخان من أوائل المخرجين السينمائيين في مصر . ولد في عام 1909 في القاهرة ، واهتم بالسينما منذ طفولته ، فكان يحضر الأفلام الصامتة التي كانت تعرض في صالات العرض.
قام ، أثناء دراسته الجامعية في كلية الحقوق ، بمراسلة معهد السينما في باريس ، واستطاع الحصول على المحاضرات المعتمدة فيه ، فبدأ بنشرها في مجلة ” الصباح ” ، ما لفت إليه نظر الصناعي طلعت حرب ، صاحب بنك مصر ، الذي كان يخطط لتأسيس استوديو مصر لتصوير الأفلام السينمائية ، فأوفده إلى باريس عام 1933 لدراسة الإخراج السينمائي . كتب أحمد بدرخان سيناريو فيلم ” وداد ” ، فيلم أم كلثوم الأول ، أثناء دراسته ، بتكليف من استوديو مصر ، وعاد عام 1934 بعد نيله شهادة الإخراج السينمائي ، ليقوم بإخراج الفيلم ، ولكن خلافاً بينه وبين أحمد سالم مدير الاستوديو ، تسبب في تكليف فريتز كرامب الألماني بإخراجه ، ما تسبب في استقالة أحمد بدرخان من استوديو مصر. أعادت له أم كلثوم اعتباره ، عندما اختارته لإخراج فيلمها ” نشيد الأمل ” عام 1937 ، ثم تابع التعامل معها ، فأخرج لها أفلام ” دنانير” و ” عايدة ” و ” فاطمة”.
أخرج أحمد بدرخان في بداياته فيلم انتصار الشباب لفريد الأطرش وأسمهان ، وهو الفيلم الذي حقق في عام 1941 دخولهما عالم السينما ، كما أخرج لاحقاً ثمانية أفلام من أفلام فريد ، كان منها ستة من إنتاج شركة أفلام فريد الأطرش ، نجم الأفلام الغنائية ، ما أسهم في تثبيت سمعته كمخرج مميز لها ، وللأغاني التي تظهر في سياقها ، و في دفع المنتجين لاختياره لإخراج تلك الأفلام.
أخرج بدرخان في حياته حوالي 40 فيلماً كان منها 25 فيلماً غنائياً ، ضمت ، إلى جانب أفلام أم كلثوم وفريد الأطرش ، أفلاماً لمحمد فوزي و عبد العزيز محمود و محمد عبد المطلب ، كما ضمت فيلماً عن سيد درويش ، ظهر فيه هاني شاكر لأول مرة في السينما ، أخرجه بدرخان في عام 1966 ، أي قبل ثلاث سنوات من وفاته.
تزوج أحمد بدرخان من أسمهان ، أثناء حالة الضياع التي عاشتها ، بعد أن طلّقها زوجها الأمير حسن الأطرش ، بسبب ظهورها في فيلم انتصار الشباب ، وحاجتها للزواج من مصري للتمكن من البقاء في مصر . دام زواجهما 50 يوماً ، وانتهى لدى زوال الأسباب ، عندما قامت السلطات البريطانية بتكليفها بالعودة إلى سورية ، في مهمة وطنية ، لمساعدة البريطانيين لدخول سورية ، وطرد السلطات الفرنسية الفيشية الموالية لألمانيا منها ، مقابل وعد باستقلال سورية ، ما أعادها إلى زوجها مجدداً.
توفي أحمد بدرخان عام 1969.