في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1993 ، وأثناء فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا بالقاهرة ، أجريتُ ، على القانون ، ودون أي تحضير مسبق ، حواراً موسيقياً مرتجلاً ، مع الاخ الدكتور حسين صابر ، على العود.
وفي الواقع ، يتطلب الحوار الموسيقي المرتجل ، بين آلتين موسيقيتين أو أكثر ، حضوراً ذهنياً عالياً ، يستلهم المخزون الفكري الموسيقي المتراكم في الوجدان ، على مر السنين ، وانتباهاً إلى الموجات الموسيقية التي يبثها الشريك في الحوار ، حاملةً الصياغات اللحنية للأفكار ، و تمعُّناً في مقاماتها ، وأجوائها ، وانتقالاتها عبر الدرجات الصوتية ، و كذلك إلى الطاقة التي تبثّها ، والدفق العاطفي الذي تنشره ، لكي يكون الرد في سياقها جاهزاً ، بأفكار موسيقية تتفاعل معها ، أو تفتح محاور جديدة ، تطرح أفكاراً بديلة ، عندما يتولد الإحساس بأن الأفكار الأولى استنزفت مدلولاتها ..
نعم إنها عملية ذهنية فريدة ، وتجربة موسيقية ملهمة ، وددت أن أشاركم إيّاها..