لم يكن محمد عبد الكريم عازفاً استثنائياً على آلة البزق فقط بل كان عارفاً بعلم المقامات الموسيقية أيضاً. دفعه هذا إلى ابتداع مقام جديد أسماه المريومة ووضع على أساسه سماعياً أسماه سماعي المريومة.
تمهيد لغير المختصين
لأخذ فكرة عن تشكيل الإيقاعات والمقامات ، والأسلوب واحد من حيث المبدأ ، سأبدأ بالإيقاعات.
تشكيل الإيقاعات الموسيقية
العناصر الأساسية للإيقاع نوعان من النبض : قوي: دم ، وضعيف : تك ، إضافة إلى سكون بقدر مدة الدم أوالتك ، حسب سرعة الإيقاع.
الخلايا الإيقاعية الأصغر هي الإيقاعات الأساسية وهي : إيقاع ثنائي ( دم تك ) أو ثلاثي ( دم تك تك ، أو دم تك سكون، أو دم سكون تك ) أو رباعي ( دم تك دم تك، أو دم تك تك سكون أو .. ، وهناك تركيبات محتملة متعددة وكل منها يشكل إيقاعاً جديداً.
مع توسع الإيقاع تصبح الاحتمالات أكثر. فابتداء من الإيقاع الخماسي وما يليه، تتشكل الإيقاعات من تتال ذوقي من اختيارات من هذه الإيقاعات الأساسية ، ولذا هناك عدة إيقاعات خماسية ، وعدة إيقاعات سداسية أو سباعية وهكذا.. أوسع إيقاع وصل إلى 176 نبضة وهو إيقاع الفتح.
تشكيل المقامات الموسيقية :
الخلية الأصغر في الموسيقى العربية والشرقية عموماً هي الجنس الموسيقي. هناك عدة أجناس موسيقية ، يتشكل كل منها من تتالٍ لأصوات موسيقية مختارة ، بعدد متغير ، فمنها ما يتشكل من أربع أصوات ، ومنها من خمس. تتشكل المقامات من تركيبات، تضم بشكل متتالٍ اختيارات من هذه الأجناس، تحقق امتداداً لحوالي 15 صوتاً موسيقياً ( تضم مكرر درجة استقرار المقام ، باستثناء مقام الصبا الذي لا يتضمنها)! العدد 15 يرتبط بقدرات أصوات المغنين ، التي نادراً ما تزيد في امتدادها عن هذا العدد من الأصوات. طبعاً لو خرجنا عن هذا التحديد، وخاصة في ظل إمكانيات الآلات الموسيقية واتساع مساحاتها الصوتية ، تصبح الاحتمالات لتشكيل مقام جديد كثيرة جداً. تجدر الإشارة إلى أن اعتماد مقام ما و عبرهذه الطريقة ، يعتمد على إمكانيته في توليد مزاج خاص به تأنس له الأذن.
للموسيقيين : هذا المقام تطبيق مباشر لنظريتي : الأجناس المتداخلة والمفتوحة – تطوير الأساس المقامي للموسيقى العربية
مقام المريومة مشكل في العقد الأول من جنس البيات ( ذي الثلاث ) على الري ، متداخل مع القسم الأعلى من جنس نوا أثر ( ذي الخمس ) على الري ، فبما يتشكل العقد الثاني من جنس حجاز ( ذي الأربع ) على اللا.
إبراز المقام: يتم العمل أولاً على جنس الحجاز على اللا ( العقد الثاني ) ثم الهبوط إلى العقد الأول بملامسة درجة الصول دييز والفا وهما يشكلان مع درجة اللا القسم الأعلى من جنس النوا أثر ذي الخمس على الري ، ولكن بدلاً من استكمال الهبوط وفق جنس النوا أثر ، أي فا مي و ري للاستقرار ، يتم ذلك بجنس البيات ذو الثلاث ( فا مي نصف بيمول ري ) و يكون المشترك بين جنسي النوا أثر والبيات هو درجة الفا التي هي الجسر بينهما.
ملاحظة: يختلف مقام المريومة عن مقام الحصار ، والسبب يكمن اختلاف تركيب العقد الأول في المقامين. العقد الأول في مقام الحصار له مساران مختلفان: جنس نوأثر ذو الخمس أو جنس بيات ذو الخمس ، بينما في المريومة يتشكل العقد الأول من مسار واحد : جنس بيات ذو الثلاث مع القسم الأعلى من جنس نوأثر ذو الخمس ، والاختلاف واضح.
لإيضاح ذلك أنشر من مكتبتي الموسيقية سماعي المريومة لأمير البزق محمد عبد الكريم سماعي المريومة لأمير البزق محمد عبد الكريم