الشيخ صبري مدلل – 2: في دمشق وبرنامج العرب والموسيقا

شعار كتاب الأغاني الثاني

رأينا في النشرة السابقة أن الشيخ صبري مدلل كان قد قارب السبعين من العمر وكانت شهرته لا تزال مركزة في مدينته حلب ، وكان حتى ذلك الوقت قد شارك في عام 1975 ، إلى جانب حسن حفار و عبد الرؤوف حلاق وعمر دربي في تسجيل أسطوانة في حلب سجلها المستشرق الفرنسي كريستيان بوخيه ونشرت في فرنسا ،  ثم شارك الأربعة في حفلة في عام 1975 في باريس .

كانت الحفلة على مسرح Theatre des Bouffes du Nord, Paris في إطار مهرجان الخريف  ، وكانت من 18 إلى  22 تشرين الثاني / نوفمبر 1975 و سجلت حينها لصالح راديو فرنسا. / الصورة المرفقة هي من تلك الحفلة!

كما رأينا أنه في عام 1986 ، دعي الشيخ صبري  للمشاركة في مهرجانٍ للموسيقى العربية في باريس عام 1986 ، بمبادرة من المركز الفرنسي بدمشق ، أطلقت تلك المشاركة شهرته في فرنسا ، وأصبح يدعى إلى مختلف المهرجانات فيها ، و في أوربا لاحقاً ، وكان قد قارب السبعين من العمر!

بالمقابل كانت شهرته  ، على المستوى العربي ، وكما قلت في نشرة البارحة ،  تنحصر في مدينته حلب .. ! صورة غريبة فعلاً!

وكان لابد من أن أتصرف!

كنت في تلك الفترة أقدم برنامجي التلفزيوني الأسبوعي ” العرب والموسيقى ” على شاشة القناة الأولى في التلفزيون العربي السوري منذ عام 1985. فاجأتني هذه الصورة الغريبة ، ورأيتُ ضرورة أن يتعرف الجمهور السوري على الشيخ صبري مدلل ، وعلى مسيرته ، فدعوته والأستاذ محمد قدري دلال ، ليسجلا لصالح البرنامج ، ساعةً كاملة ، و صرتُ أعرض منها مشاهد ضمن الحلقات ، مع التعريف بالشيخ صبري مدلل وفنه ، وهكذا سارت شهرته في سورية ، من خلال التلفزيون ، وكثيراً ماكان يستوقفني زملاء لي في التلفزيون ، أو من ألتقيهم في مجالات متعددة ، ليسألوني عن هذا المطرب ، الذي لا يزال يعتمر الطربوش!

وسرعان ما انتبه إليه مخرجو فعاليات التلفزيون ، وبدأ يأخذ التغطية الإعلامية والتلفزيونية التي يستحق ، والتي فتحت له أبواب الشهرة عبر العالم العربي.

أنشر اليوم من تلك الساعة التي سجلها لصالح برنامجي العرب والموسيقى مع الأستاذ محمد قدري دلال ، وإضافة إلى قصيدة بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم ، التي نشرتُها في النشرة السابقة، قصيدة عهدي بأحباب قلبي ، وهي مقتطفة من قصيدة :غنى الهزار ، للعالم المتصوف السيد محمد الرواس الملقب ببهاء الدين ، وقد جاءت على مقام العجم على درجة الدوكاه مع تنويعات على مقام الصبا ، وختام على مقام الزنجران.

ألفت نظر عازفي العود إلى أداء الأخ الأستاذ محمد قدري دلال لإنطاق وتصوير هذين المقامين في مواقع صعبة جداً ، وخاصة مقام الصبا على درجة السي ، والذي يتضمن درجة الدو نصف دييز ، ما ألجأه إلى الانتقال إلى ما يسمى البوزيسيون على الزند ، لكي يتمكن من تنفيذ ذلك المقام في هذا الموقع الصعب!

وردت هذه القصيدة في سياق حلقة سعيت فيها للإجابة عن السؤال: لماذا اهتم الفلاسفة بالموسيقى  ؟وكان ضيفي فيها الدكتور عبد الكريم اليافي.


د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.

  • هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading