هل يكفي أن يكون تراثنا الموسيقي والغنائي متاحاً على الانترنت لكي نطمئن إلى استدامته في وجدان الأمة؟

شعار كتاب الأغاني الثاني
أجيب اليوم في هذا التسجيل المصور عبر تحليل مقارن عن السؤال: هل يكفي أن يكون تراثنا الموسيقي والغنائي متاحاً على الانترنت لكي نطمئن إلى استدامته في وجدان الأمة؟

أنطلق من رؤيتي التالية:

عندما تتهدم أبنية عصرية بفعل الحروب والأزمات ، يمكن إعادة بنائها بتصاميم جديدة ، وعندما تتهدم صروحٌ تاريخية أو أثرية ، تشكل في إجمالها ذاكرة شعب ، يكون الأهم أن يُعاد بناؤها كما كانت، بعد انتهاء الحروب و الأزمات . قد يكون هذا غير ممكن ، إن توفرت لها صور فقط ، إذ يستلزم الأمر توفر توثيقٍ كامل لها ، من تصاميم ومخططات تفصيلية ، في مختلف الأبعاد ، ومن تحليل للمواد التي بنيت منها تلك الصروح ، و من شرح  للأفكار الجمالية والهندسية  التي كانت أساساً لبنائها في زمانها ، سبق أن قام به باحثون متخصصون عاصروا وجودها قبل تهدمها ، بما يسمح بإعادة تشكيلها ، كما كانت ، بُنيةً و جوهراً.

وفي السياق ذاته ، لن تتمكن أجيالٌ شابة ، من إعادة إحياء موسيقاها الأصيلة في وجدانها ، بعد فترة طويلة من التهدم والإهمال ،  إن توفرت لها تسجيلات فقط ، هي كالصور للأبنية والصروح ، إذ يستلزم الأمر توفر توثيق كامل لها ، نحن بأمس الحاجة إليه ، يقوم على تحليل وتوصيف تفصيلي للعناصر التي بنيت من خلالها ، و الأفكار الجمالية والعلمية والتعبيرية التي عبَّرت عنها ، بما يسمح بإعادة تشكيلها ، وإحيائها  في وجدان تلك الأجيال ، عبر صياغة علمية توثق جوهر الإبداع الموسيقي في عصر النهضة، لكي تكون ذخيرة للأجيال القادمة، عندما يأتي دورها لتستعيد سيرورة الحياة.

لنتابع التسجيل:


د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.

  • هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading