سألني : لماذا أكَّدتَ في منشوراتك الأخيرة على منصة فيس بوك على أهمية أن تؤرشَفَ موسوعة كتاب الأغاني الثاني على موقع الأرشفة العالمي للإنترنت ؟ و ماذا عنيت بقولك بأن لكل موقع على الانترنت عُمْر؟
أجبتُ قائلاً : لو عدتَ إلى تاريخ شبكة الإنترنت ، لوجدتَ أن آلافاً من المواقع التي أطلقت على الشبكة منذ سنوات، لم تعد موجودة ، وأن الجهود التي بذلت في إطلاقها ذهبت سدى. لفهم أسباب ذلك ، لنعد إلى مراحل إطلاق أي موقع على الانترنت ، و عناصر استدامة تواجده على الشبكة.
يتطلب إطلاق أي موقع على الانترنت وباختصار:
- أولاً تحضير المادة التي سيحملها إلى العالم ، و صياغتها وفق برامج خاصة بالنشر على الشبكة توفرها منصات خاصة لذلك ، وتطويرها.
- البدء بالإجراءات التالية لحمل تلك المادة إلى الشبكة :
- حجز عنوان الموقع لدى أحد المواقع المعنية بهذا على الشبكة ، و سداد الكلفة المادية المقابلة لذلك .
- الاتفاق مع جهة تقوم باستضافة المواقع ، لاستضافة الموقع على مخدماتها ، مقابل مبلغ سنوي ، يختلف حسب حجم الموقع ، من حيث عدد الملفات ، وخاصة الملفات السمعية البصرية.
- رفع الملفات الحاملة للمنشورات إلى الموقع.
تتطلب استدامة الموقع ما يلي:
- يلاحظ الجميع أن التطبيقات على الهاتف المحمول يتم تحديثها دورياً ، وبالمثل يتطلب الأمر تحديث البرامج التي تحمل المادة المنشورة على الموقع بشكل دوري ، وأحياناً كل يوم ، لحماية الموقع ، ومنع استيلاء الهاكرز عليه.
- عملية التحديث قد تولِّد تعارضاً بين البرنامج الذي جرى تحديثه ، وبرامج أخرى لم يتم تحديثها ، ما قد يؤثر على جاهزية الموقع ، و يتوجب على المسؤول عن الموقع معالجة هذا التعارض فوراً.
- سداد كلفة حجز عنوان الموقع و كلفة استضافته كل عام.
بالنسبة لموقع موسوعة كتاب الأغاني الثاني ، وهو عملياً موقع شخصي ، فأنا أقوم بجميع تلك الأعباء ، من حيث تطوير المحتوى ، و برمجة الموقع ، وتحديث البرامج ، ومعالجة تعارضها ، و سداد كلفة حجز العنوان ، و كلفة الاستضافة ، سنوياً ، وذلك منذ حوالي 12 سنة ، علماً بأن كلفة الاستضافة عالية ، بسبب اعتماد الموقع على التسجيلات السمعية البصرية ، إذ يبلغ حجمه حالياً حوالي 120 جيجا بايت ، و أنني استبعد نشر أي إعلانات على الموقع ، خشية ألا تتوافق مع رسالته.
بمجرد التوقف عن سداد كلفة حجز العنوان ، أو كلفة الاستضافة ، لسبب ما ، فإن الموقع يغيب عن الشبكة نهائياً ، وكأنه لم يكن ، ويضيع كل جهد بذل في بنائه ، على مدى السنوات الماضية .
من هنا تأتي أهمية أرشفة الموقع على الموقع العالمي للأرشفة ، لكي تبقى الموسوعة على المدى!
مثلاً: موقع شركة أوج للإنتاج الفني ، التي أنتجت من خلالها برامجي التلفزيونية ، لم يعد موجوداً على الشبكة ، منذ أن توقفت عن الإنتاج ، بسبب انتقالي للعمل الحكومي ، بينما يمكن العودة إليه ، من خلال أرشفته على موقع الأرشفة العالمي
أعمل أيضاً على صيغة أخرى للأرشفة ، وهي تحويل جميع منشورات الموسوعة إلى ملفات PDF ، حيث ترتبط التسجيلات السمعية البصرية المرفقة بالمنشور بروابط مباشرة إلى منشورات قناتي على منصة يوتيوب ، لأن ملفات PDF لا تتعامل بشكل موثوق مع تلك الملفات . يتم إعداد تلك الملفات لتكون جاهزة للتحميل من موقع الموسوعة ، وتكون بالتالي متوفرة لدى المهتمين بحفظها.