لماذا ومتى وأين وكيف بدأ الاستشراق في الموسيقى العربية؟ هذه هي الأسئلة التي سأعالجها في هذه الحلقة ، في البداية ، مطوراً الحديث في المشاهد التالية ، مع ضيوف الحلقة.
أتحدث في المشهد الثاني من حلقة برنامج العرب والموسيقى ، التي خصصتها للحديث عن الاستشراق في الموسيقى العربية ، أولاً ، عن بدايات رحلات الاستشراق التي قام بها رحالة ، بدافع من سحر وغموض الشرق ، الجاذب للغرب دوماً ، ثم قيام الضباط المرافقين لحملة نابليون بونابرت بوضع كتاب وصف مصر ، الذي تضمن قسماً خاصاً وثق للغناء في مصر ، قام به الضابط الفرنسي فيلوتو ، ما ينقلنا إلى الحديث عن بدايات الاستشراق الفرنسي ، حيث يحدثنا عن ذلك المستشرق الفرنسي جان فرانسوا بلفاست ، والأستاذ فريد جحا أستاذ الأدب العربي.
في بداية المشهد الثالث ، يتحدث الأستاذ فريد جحا أستاذ الأدب العربي لبرنامج العرب والموسيقى عن الاستشراق عند الفرنسيين والبريطانيين من خلال البارون ديرلانجيه ومجلده الضخم : الموسيقى العربية باللغة الفرنسية ، وهنري فارمر وكتابيه باللغة الإنجليزية تاريخ الموسيقى العربية ، ومصادر الموسيقى العربية الذي وثق فيه الكتب التي كتبها العرب في مجال الموسيقى جميعها ، وعددها حوالي 300 ، وقال فيه قبل العصر الحديث لم تعط أمة من الأمم هذا العدد من الكتب في مجال الموسيقى!
الأستاذ يورغن إلسنر ، المستشرق الألماني ، تحدث عن الاستشراق في الموسيقى عند الألمان ، و عن بداياته مع بدايات القرن العشرين ، مع الباحث إليزون ، ثم هورن بوستل و لاخمان وزاكس ، حيث اهتم هؤلاء بالمقامات في الموسيقى العربية ، وحضروا مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة عام 1932 . الدكتور محمود الحفني سكرتير عام المؤتمر كان درس في برلين وعمل على ترجمة رسالة للكندي في الموسيقى ورسالة في الموسيقى لابن سينا.
في الجزء الأخير من المشهد أتحدثُ عن ذلك المؤتمر وفعالياته.
في هذا المشهد ، وهو الرابع من الحلقة من برنامج العرب والموسيقى حول الاستشراق ، يتحدث المستشرق الفرنسي جان فرانسوا بلفاست عن الانقسام الذي شهده مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة عام 1932 ، حول المسار المستقبلي الذي يجب اعتماده للموسيقى العربية ، إذ أصر المستشرقون على الحفاظ على الموسيقى القديمة وتوثيقها بمعزل عن أي تأثير للغرب ، فيما رأى الموسيقيون العرب أن لها الحق في التطور والانفتاح على الغرب.
جرى في المشهد تعريف المقصود بالأصالة في الموسيقى ، و شرح أسباب نشأتها في الغرب ، وكذلك أسباب نشأة دراسات الفولكلور ، التي لا تعترف بكل التقنيات التي أطلقها القرن العشرون.
تم الكشف في هذا المشهد عن دارسي الفولكلور في الغرب ، بدراسة الموسيقى العربية الأصيلة والقديمة ، و مقاماتها وأوزانها ، في محاولة لاستعادة جذور فولكلور الغرب.
مشاركتي في مساعي استعادة جذور فولكلور الغرب من خلال الموسيقى العربية ومقاماتها
أذكر في هذا المجال أنني أثناء دراستي في فرنسا ، شاركتُ على مدى سنوات في محاولات قام بها مستشرقون لاستعادة المقامات التي بنيت عليها ألحان أوربية قديمة ، كانت تحتوي على أرباع الأصوات ، تم تحويلها إلى السلم الموسيقي المعدل ، وألغيت فيها تلك الأرباع.
كانت تعرض عليّ مقطوعات موسيقية أو أغانٍ من الفولكلور الأوربي ، لكي أدرس المسار اللحني ، و أستنبط المقام الأصلي ، الذي استبعد مع التحول إلى السلم المعدل. استطعتُ خلال تلك السنوات أن أحدد المقامات الأصلية لتلك المقطوعات الموسيقية أو الأغاني ، وأن أعزفها على القانون بلحنها الأصلي ، وقد أتحدث عن تفاصيل ذلك يوماً!
يضم المشهد تسجيلاً نادراً لفرقة النوبة الليبية بقيادة الأخ والصديق الموسيقار الراحل حسن عريبي.
في المشهد الخامس ، جرى التركيز على الأبحاث التي قام بها المستشرقون لمعرفة أصول الآلات الموسيقية المعتمدة في موسيقى الغرب ، وهل كانت أصولها عربية؟ بل إنهم وضعوا في دائرة الشك النظريات المعمول بها في الغرب ، بأن موسيقى الغرب أصولها يونانية!
في المشهد السابع جرى توصيف الموسيقى العربية من قبل الباحث إلسنر بأنها لعلها الأكثر نبلاً ، فيما تحدث جان فرانسو بلفاست في المشهد الثامن ، عن أهمية توثيق ما لم يوثقه صباح فخري وفرقة الموسيقى العربية بالقاهرة.