لطالما عرَّفت العمل الفني الحقيقي بأنه الذي يوفر إمكانية قراءته في مستويات متعددة .. وكلما ازداد عمق تلك المستويات كلما ازدادات أهمية ذلك العمل الفني .. و في الواقع فإن قصيدة الأطلال لابراهيم ناجي ورياض السنباطي وأم كلثوم تعطي مثالاً ساطعاً على ذلك!
لقد تناولت هذه القصيدة المغناة مرات عديدة على مدى سنين طويلة ، خلال عملي على موسوعة كتاب الأغاني الثاني ، وفي كل مرة ، كنت أعرض لزاوية جديدة ، إذ خصصت جزءاً من حلقة تلفزيونية من برنامجي نهج الأغاني ، لتحليل مقدمتها الموسيقية ، وجزءاً من حلقة أخرى ، لتحليل التعبير في اللحن عن المعاني ، وأسلوب تشكيل النص ، ثم حلقة كاملة من برنامج نحو نهضة موسيقية عربية لشرح بنائها اللحني!
واليوم ، أعرض في هذه المرئية لسؤال كنت طرحته : لماذا حَّول السنباطي الرباعيات في أطلال ناجي إلى ثلاثيات؟