في الرابع عشر من تموز عام 1990 ، تداعت عدة فعاليات طبية وثقافية وفنية منها نقابة أطباء الأسنان و نقابة الفنانين والمعهدين الموسيقيين في حلب وإذاعة حلب لإقامة حفل تأبيني بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على رحيل الطبيب و الباحث و الشاعرٌ الذي أسس إذاعة حلب و معهدها الموسيقي وحقق في زمانه مكانة اجتماعية عالية للموسيقى وللموسيقيين في مجتمع محافظ ، حتى أنه إلى جانب تأسيسه للمعهد الموسيقي الشرقي كمعهد خاص ومجاني مخصص لذوي المواهب ، قام أيضاً بافتتاح قسم خاص للبنات ، له مقره الخاص ، فلم تتوان عائلات حلب عن تسجيل بناتها فيه ،لأنه بإدارته وإشرافه! إنه والدي الدكتور فؤاد رجائي آغا القلعة.
امتد الحفل لأكثر من ساعتين ، وألقيت فيه كلمات عديدة ، كما شاركت فرق موسيقية وغنائية ، في عرض موشحات كان وضع كلماتها ، ولحنها كبار وشاحي حلب. شارك أيضاً أبناء العائلة الدارسين للموسيقى إلى جانب دراساتهم العلمية ، بأداء معزوفات على آلات متعددة. ألقيتُ كلمة الأهل ، و في الختام ارتجلت على القانون ما أشاع فيَّ هذا الحفل التأبيني من مشاعر!
اليوم ، و في ذكرى رحيل والدي في الرابع عشر من تموز / يوليو عام 1965 ، التي تصادف ذكرى ولادته أيضاً ، إذ كان ولد في الرابع عشر من تموز عام 1910، أي أنه رحيله كان عن 55 عاماً فقط، أنشر مقتطفات من الحفل، تتضمن كلمة الأستاذ هاشم فنصة ، مدير المعهد العربي للموسيقى بحلب ، عن أساتذة المعهد الموسيقي الشرقي ، و كلمة الأستاذ ماجد العمري ، مدير معهد حلب للموسيقى ، عن طلاب المعهد ، تلك الكلمة التي تضمنت مفاجأة لم تكن في الحسبان ، أطلقها الفنان عبد الحميد تناري، الذي كان درس الموسيقى في المعهد الموسيقي الشرقي بحلب ، وأسس أسرة موسيقية ، كان منها ابنه عازف القانون القدير حسان تناري ، الذي دارت بنا الأيام لاحقاً ، إذ جاءني ليدرس عزف على القانون على يديّ ، وهكذا كان!
يمكن لمن يرغب مراجعة مقالي عن والدي الدكتور فؤاد رجائي آغا القلعة
الذي خلف لم يمت..رحم الله الوالد فؤاد رجائي وأسكنه فسيح جناته ولكم طول البقاء.