هكذا بدأت رحلتي مع التلفزيون!
عندما افتُتحت القناة الثانية في التلفزيون العربي السوري عام 1985 ، دعي الصديق رياض قدسي لتقديم برنامج عن الموسيقا الغربية . ونظراً لضرورة إحداث توازن في برمجة القناة ، فقد سألته مديرة القناة الثانية آنذاك السيدة لين الأتاسي ، عن شخص يستطيع أن يتحدث عن الموسيقا العربية ، فرشحني لها، مبيناً قدراتي في عزف القانون.
أعجبت السيدة لين بفكرة أن يتحدث عن الموسيقى أستاذ للهندسة في جامعة دمشق ، و للموسيقى في معهد حلب الموسيقي.
اتصلت بي وعرضت الفكرة فاستجبت ، إذ أتاحت لي نافذة لنقل المعرفة الموسيقية إلى الجمهور الواسع ، و كانت هذه بداية رحلة طويلة مع الكاميرا لم تتوقف حتى الآن!
بدأت بوضع شارة البرنامج و عزفها على آلة القانون، محاولاً أن تعبر موسيقياً عن رؤيتي للمضامين التي سأطرحها ، ثم انطلقت إلى تقديم برنامج أسبوعي مدته نصف ساعة ، واخترت له عنوان : العرب والموسيقا.
كنت أجلس أمام الكاميرا ، وعندي الأفكار الرئيسية للموضوع الذي اخترته ، لأعرضه مرتجلاً ، مثلما ألقي محاضراتي في الجامعة ، ثم تتم إضافة الشواهد الغنائية أو الموسيقية المناسبة.
استمر البرنامج على شاشة القناة الثانية لحوالي عام واحد فقط ( حوالي 50 حلقة ) ، إذ ارتأت إدارة القناة الأولى في التلفزيون نقل البرنامج ليصل إلى شريحة أوسع ، وهي جمهور القناة الأولى ، وهكذا كان!
في ذلك الوقت لم أفكر في وقع تقديمي لبرنامج تلفزيوني أسبوعي عن الموسيقى العربية على طلابي في كلية الهندسة.. ولهذا حديث آخر!
الحلقة من إخراج المخرج فواز عبدلكي.
عمليا كان هذا البرنامج اهم برنامج قدم على التلفزيونات العربيه منذ بدايتها حتى الآن. لمافيه من دراسات علميه واكاديميه وشواهد مميزه
لعل البرامج العديدة التي أعدها وقدمها الدكتور سعد الله آغا القلعة، تعد من أهم البرامج الموسيقية وأكثرها رصانة علمية على الساحة العربية، ونحمد الله أنها حفظت على شبكة الإنترنت لتظل منارة تهدي كل الباحثين في ميدان الموسيقى العربية