الدكتور فؤاد زكريا مفكر مرموق ، تخصص في الفلسفة ، و ترجم العديد من كتب الفكر والثقافة إلى العربية ، ثم كتب بنفسه في المجالات هذه.
تأثر في رأيي بما ترجمه ، فركز في كتاباته على نقد الفكر السائد في المجتمعات العربية. تشكل لديه في مجال الموسيقى رأي بأن موسيقى الغرب هي الموسيقى ذات القدرة التعبيرية العالية ، وهذا لا يجافي الحقيقة ، خاصة إن نزعنا ال التعريف فأصبحت الجملة : موسيقى الغرب موسيقى ذات قدرة تعبيرية عالية ، ولكن هذه القناعة قادته بالمقابل إلى اعتبار أن الموسيقى الشرقية ليس لديها أي قدرة تعبيرية!
ومن أجل نشر وإثبات فكرته هذه ، وضع كتاباً أسماه التعبير الموسيقى ، خصص القسم الأول فيه لإبراز القدرة التعبيرية في موسيقى الغرب ، و خصص القسم الثاني ، وعلى مدى 50 صفحة من كتاب جاء في 113 صفحة ، للبرهان على افتقاد موسيقى الشرق لتلك القدرة التعبيرية ، وصولاً إلى اقتراح طريقة لمعالجة ذلك ، يقول فيها وفي الصفحة 104 من الكتاب ، بأن الجيل الحالي ميؤوس منه!
أستطيع أن أقول ، في سياق آخر ، بأن جهودي في التحليل الموسيقي على مدى 36 سنة عاماً مضت، تركزت على إثبات القدرة التعبيرية في الموسيقى العربية.
أنشر اليوم ، وفي ذكرى رحيل المفكر الدكتور فؤاد زكريا ، في 11 آذار / مارس عام 2010 ، مناقشتي لمقولته هذه، في إحدى حلقات برنامجي التلفزيوني نهج الأغاني ، المنشور في موسوعة كتاب الأغاني الثاني.
كما أدعو من يرغب لقراءة كتابه : التعبير الموسيقي ، المنشور في المكتبة الموسيقية في هذا الموقع ، و الذي نشره في عام 1956 ، مع التركيز في القراءة على موضوع نقده للموسيقى الشرقية ، ابتداءً من الصفحة 65 ، التي يمكن الوصول إليها من خلال استعراض فهرس الكتاب.