أنشر اليوم ، وفي إطار تعريف أهل المشرق العربي بالفن الموسيقي والغنائي في مغربه ، أغنية فوندو فراق غزالي بصوت المطربة صليحة ، وكانت فازت بالمرتبة الثانية في الحدث المغاربي الذي كنت أطلقته على صفحتي على منصة فيس بوك لوضع التراث الغنائي المغاربي في دائرة الضوء ، وذلك بعد أن نشرت قبل أيام تحليلي لأغنية جريت وجاريت ، بصوت المطربة نعيمة سميح التي فازت بالمرتبة الأولى.
في هذه المرة ، حمَّلت تسجيل الأغنية شرحي لها ، مبتدئاً بتعريف الفوندو ، و هو نمط غنائي تونسي أطلق على الأغاني الشعبية القديمة ، التي هذبها الشيخ أحمد الوافي للحفاظ عليها ، والتي تقترب في نظامها الموسيقي من الموسيقى التقليدية في تونس ، من حيث المقامات والإيقاعات والسير اللحني.
بينت أن الفوندو يتألف من عدة أدوار ، يتألف كل دور من استخبار ( تقاسيم ) على آلة موسيقية مختارة ، يليه عروبي ( موال ) بصوت المطرب ، ثم قسم على الإيقاع متغير النص متكرر اللحن في جميع الأدوار ، يؤديه المطرب ، ليختتم الـدور بأداء جماعي متكرر النص واللحن في جميع الأدوار ، كما أوردتُ كلمات فوندو فراق غزالي ، لكي تُفهم من قبل المتابعين من المشارقة.
تعتبر صليحة مطربة تونس الأولى في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، و قد تركز نشاطها في إطار المدرسة الرشيدية الشهيرة في تونس ( سأتحدث عنها قريباً ).