كثيراً ما يتم الاحتفاء بذكرى ولادة أو وفاة شخصيات أثرت في عالم الفكر والأدب و العلم والفن ، وفي عالم الموسيقى يتم التركيز على كبار المغنين و الملحنين والشعراء الغنائيين والعازفين ، فيما يغيب ذكر الباحثين الذين أثروا مسيرة الموسيقى وأغنوها بأدوات فتحت أمام الموسيقيين مسالك المعرفة مما يجعلني أصنفهم تحت عنوان: المظلومون في التاريخ!
من هؤلاء ، أحتفي اليوم ، الثامن من شهر كانون الأول / ديسمبر ، بذكرى رحيل أحد المظلومين في التاريخ : ميخائيل خليل الله ويردي ، العلامة والموسيقي السوري ، الذي رشح لجائزة نوبل للسلام ، و رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 1978 .
لقد وضع ميخائيل الله ويردي أحد أشمل الكتب الموسوعية التي درست الموسيقى العربية في مجمل محاورها : كتاب فلسفة الموسيقى الشرقية وأسرار الفن العربي، فأنشر في احتفائي بهذه المناسبة على موقعي هذا كتابه في المكتبة الموسيقية العربية عبر الإنترنت ، وأعطي لمحة موجزة عن حياته.
ميخائيل خليل الله ويردي
ميخائيل خليل الله ويردي حقوقي و موسيقي وشاعر سوري ، وزع حياته بين تقديم الخبرة في المحاكم ، بعد أن أكمل دراسته للحقوق ، و بين دراسة الموسيقى ونظم الشعر. اهتم بالدراسات التي صدرت عن مؤتمر الموسيقى العربية الأول بالقاهرة عام 1932 ، والمسائل التي اختلف حولها الباحثون ، فقرر وضع كتاب شامل يعرض لمختلف المحاور التي عرض لها المؤتمر ، و تقديم الحلول الناجعة لها وأسماه : فلسفة الموسيقى الشرقية ، وقد جاء الكتاب في حوالي 700 صفحة . ركز ميخائيل بالمقابل في شعره على مديح النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، وعلى التذكير بأمجاد العرب وحضارتهم.
كتاب فلسفة الموسيقى الشرقية في أسرار الفن العربي
كتاب شامل جامع يعرض للموسيقى العربية بطريقة علمية ، و يتيبين لنا من خلال استعراض بعض محاوره ، وخاصة دراسات السلم الموسيقي، مدى الجهد الذي بذله لمعالجة الأسس الفيزيائية لموسيقانا ، في زمن افتقد للإمكانات التي وفرتها تقانة المعلومات والاتصالات لاحقاً ، ما يدعوني لاقتراح توظيف أهم التقانات المتوفرة لمعالجة مسألة السلم الموسيقي العربي ، والتأكد من النتائج التي توصل إليها العلامة ميخائيل الله ويردي.
أنصح كل دارس أو باحث في الموسيقى بقراءة هذا الكتاب على مهل ، بحسبانه أحد أهم المراجع في تاريخ وحاضر الموسيقى العربية ، وفي توصيف المقامات والإيقاعات الموسيقية العربية ، إذ يورد مثلاً تفاصيل 96 مقاماً موسيقياً ( ابتداءً من الصفحة 451 من الكتاب ) ، فيما أنصح كل مهتم بتصفح فهرسه ، و التوقف عند بعض العناوين ومنها:
- طابع الموسيقى
- المفاضلة بين الموسيقتين الشرقية والغربية
- نشأة الموسيقى وتطورها
- الصوت والزمن والزخارف
- ما تحتاج إليه الموسيقى العربية
- الجمال الموسيقي
أود الإشارة إلى أهمية تعريفه للموسيقى في العصر الجاهلي ، وتحديده أبعاد السلم الموسيقي في تلك الفترة ،استناداً إلى دراسات الفارابي ، مع الإشارة إلى أن الكتاب صدر قبل الدراسات التاريخية اللاحقة ، التي كشفت عن عناصر الموسيقى القديمة في بلاد الرافدين ، والتي دفعت لإعادة النظر في بعض النتائج التي كانت ترجع الأصول الموسيقية إلى الموسيقى اليونانية ، قبل أن يتبين أن تلك الأصول تعود إلى فترات أقدم في منطقتنا نهلت منها الحضارة الإغريقية!
كما أود الإشارة إلى إجابته عن أسئلة كثيرة حول مسألة أرباع الأصوات في الموسيقى العربية.
يتضمن الكتاب ( في طبعته الثانية ) شهادات شخصيات هامة في مضمونه ، بما في ذلك ترشيح مؤلفه لجائزة نوبل للسلام ، كما يتضمن محاضرة بعنوان : الموسيقى في بناء السلام.
يمكن إخفاء أسهم تقليب الصفحات عند اللزوم إذا كانت القراءة تتم من خلال جهاز خليوي أو لوحي وذلك بالنقر على الصفحة كما يمكن تقليب الصفحات بدون الأسهم عبر سحب الصفحة بالأصبع باتجاه اليمين أو اليسار. يمكن لتكبير النص تدوير الجهاز إلى الوضع العرضي
من خلال استعراض العناوين بالفهرس واضح ان الكتاب عمل ضخم وشامل وهناك عناوين لم يسبق احد بدراستها
كنت حاولن البدء بدراسه الكتاب، لكن واجهت صعوبه قليلا لانه ينقصني معرفه اساسيه قبل البدء بهذا الكتاب. هل تقترح اي كتاب بدراسه قبل الضلوع بدراسه هذا الكتاب؟