أنشر اليوم الكتاب الهام : تاريخ الموسيقى العربية ، احتفاءً بذكرى رحيل مؤلفه المستشرق الاسكوتلاندي هنري فارمر في 20 كانون الأول / ديسمبر عام 1965.
وفي الواقع فإنني أستطيع أن أعد هنري جورج فارمر ( 1882 – 1965 ) ، من أهم المستشرقين الذي تعاملوا مع تاريخ الموسيقى العربية بدقة وموضوعية وحيادية ، أولاً: لأنه دخل حقل الاستشراق من بابه الموسيقي ، وليس كما كان غيره ممن دخلوا هذا الحقل من باب دراسات التاريخ أو الآثار أو اللغة ، وثانياً : لأنه لم يكتف بكتاب واحد ، على أهميته ، وإنما راح يوثق مصادر الموسيقى العربية من المخطوطات وذلك في كتابه : مصادر الموسيقى العربية ، ويحقق بعضها ، وصولاً إلى دراسة دورها في تطور الموسيقى الغربية.
جاء ذلك أولاً في بحثه الهام : “أدلّة عن التأثير العربي على نظرية الموسيقى” المنشور في مجلة “الجمعية الملكية الآسيوية” سنة 1925، والذي أثار الكثير من الجدل ، لدرجة أن الباحثة الموسيقية البريطانية كاثلين شليسنجر تساءلت في بحث مضاد: “هل تدين أوروبا حقاً في نظريتها الموسيقية للعرب؟”، فكان أن رد بكتابه الذي جاء تحت عنوان : حقائق تاريخية عن التأثير الموسيقي العربي.
في كتابه القيِّم : تاريخ الموسيقى العربية ، الذي نشره في عام 1929 ، بعد عمل استغراق 15 عاماً ، وترجمه حسين نصار إلى العربية في عام 1956 ، استعرض هنري فارمر تاريخ الموسيقى العربية حتى القرن الثالث عشر الميلادي، في مختلف الأقاليم العربية ، متتبعاً مراكز القرار ابتداءً من الحجاز فالشام فالعراق فالأندلس فمصر ..
صنف هنري فارمر كتابه في فصول هي على التوالي: العصر الجاهلي ، الإسلام والموسيقى ، الخلفاء الراشديون ، الأمويون ، العباسيون ( العصر الذهبي ) ،العباسيون ( عصر الانحطاط ) ، العباسيون ( عصر السقوط) ، فيما جاءت الفصول في هيكلية محددة : مقدمة تلخص العصر الذي يعرض له الفصل من الناحية السياسية ، فيتوقف عند العوامل الاجتماعية والسياسية المسيطرة على الثقافة الموسيقية العامة فيه ، ثم يدخل في توثيق للآلات الموسيقية في ذلك العصر ، وللمؤلفات التي وضعت ، لينتقل أخيراً إلى استعراض سير المشهورين من الشعراء والمغنين والعازفين و المؤلفين في ذلك العصر.
أدعوكم الآن لقراءة الكتاب..
يمكن إخفاء أسهم تقليب الصفحات عند اللزوم إذا كانت القراءة تتم من خلال جهاز خليوي أو لوحي وذلك بالنقر على الصفحة كما يمكن تقليب الصفحات بدون الأسهم عبر سحب الصفحة بالأصبع باتجاه اليمين أو اليسار. يمكن لتكبير النص تدوير الجهاز إلى الوضع العرضي
كتاب هام ومميز وذخيره هامه للموسيقى العربيه. شكرا للنشر