الباحث الموسيقي الدكتور سعد الله آغا القلعة عن الموسيقى وهمومها : حقوق الملحن ليست بدعة .. وجذورها في كتاب الأغاني

حوار : علي الأحمد

الاتحاد 25 يناير2000

  • .. يؤكد الباحث الموسيقى د. سعد الله آغا القلعة على ضرورة الابتعاد عن الإنتاج الموسيقى بواسطة الحاسوب،وهو ما سيؤثر سلباً في الجانب الروحي من موسيقانا الذي بدأ يغيب من أغلب هذا النتاج، ومع ذلك يرى الباحث أن على الموسيقى العربية أن تكون مستعدة لاستقبال أدوات العولمة ومنطقها وذلك عبر المحافظة الأمنية على تراثنا الغني، وأن يكون لنا دور إنتاجي بعيداً عن وظيفة المستهلك. حول قضايا الموسيقى والحاسوب والعولمة التقيناه وكان هذا اللقاء
    التكريم
  • كرمت مؤخراً في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد في القاهرة، وجاء هذا التكريم تتويجاً لمسيرتك وعطائك في مجالي البحت والتحليل الموسيقيين عبر سنين طويلة، نسألك هنا سؤالاً تقليدياً ماذا يعني لك هذا التكريم، ولماذا التكريم من مؤتمر الموسيقى العربية وليس من أية جهـة أخرى!؟
  • طبعا التكريم عنى لي الكثير، وحمل لي مشاعر فيهـا فخر واعتزاز، لا شك وذلك ناجم عن عدة نقاط: الأولى هي المكان، إذ مما فيه لا شك أن القاهرة مكان التكريم هي التي أهدت الروائع للغناء العربي في أجمل وأنضج فترة غنائية مرت بنا على الأقل وعشناها من خلال التسجيلات ومن خلال الإذاعة والفيلم الغنائي، والثانية المكان الذي تم فيه التكريم وهو مؤتمر الموسيقى العربية الذي أثبت استمرارية ونضوجاً ومتابعة وهو الآن في عامه الثامن. ودار الأوبرا في القاهرة التي أرى أن أهم نقطة أسجلها لها هي أنها لم تعتمد التسمية الأوروبية لها كدار أوبرا فتتجه فقط إلى تقديم الموسيقى الكلاسيكية وأعمال الأوبرا وإنما اعتبرت أن هذا الموقع هو بيت للموسيقى عموماً، للموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، وللموسيقى العربية. فنجد أن هذا المكان يأوي فرقتين غنائيتين وطنيتين في مصر ، وكل فرقة يتجاوز عددها بين مغنين وعازفين من (60- 70) شخصاً، كما نجد أنها تقدم وبشكل دائم حفلات الموسيقى العربية ، كما أنها هي التي تنظم وتقيم مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية. والثالثة : وهي التوقيت وذلك عندما يكرم شخص يعمل في مجال مستقبلي أساساً وهو وضع نظام معلومات للموسيقى العربية، هذا النظام الذي أثبت فعالية من خلال توظيفي له في البرامج التلفزيونية ، والذي ثبت أنه سيكون الأداة المثلى لأي باحث موسيقي في جيل المستقبل في القرن الحادي والعشرين.فتوقيت التكريم ونحن ننتقل إلى عام ألفين، قبل أسابيع قليلة من الانتقال إليه، هذا التوقيت يدل على تقدير المؤتمر وتقدير دار الأوبرا أو تقدير وزارة الثقافة في مصر إلى هذا التوجه ، خاصة أنني أكرم لأول مرة كباحث موسيقي غير مصري في هذا المؤتمر. وأعتقد أن السبب الأساسي للتكريم كما جاء في حيثيات الكتاب الذي وجه إلي من قبل اللجنة العليا للمؤتمر، أنني قدمت الجديد في مجال التحليل الموسيقى وفي مجال العزف على القانون وفي مجال استخدام الكومبيوتر في البحث الموسيقي، فأعتقد أن التوقيت دلالة على تقدير المعنيين لهذا التوجه المستقبلي الذي يسعى للحفاظ على الموسيقى العربية ، وجعلها معاصرة ومستقبلية من خلال أصالتها . نقطة تالية أيضاً هي الجمهـور الذي تم أمامه التكريم حيث تواجدت مجموعة كبيرة من الموسيقيين العرب، ومجموعة من الباحثين المشاركين في هذا المؤتمر.

هذا التكريم أعتقد أنه وبحضور هؤلاء الأعلام كان مدعاة لأن أشعر بالفخر والاعتزاز.

أما لماذا التكريم من مؤتمر الموسيقى وليس من أية جهة أخرى، هذا لا أستطيع أن أتحدث عنه، أعمالي بالمناسبة هي موجهة لكل العرب والتلفزيونات التي تعرضها هي تلفزيونات فضائية تصل إلى جميع المواقع، بالتالي كون مؤتمر الموسيقي العربية كان سباقاً فهـذا يحسب له، لكن لماذا ليس الآخرين هذا متروك للآخرين كي يجيبوا عليه.

الأبحاث

  • هلاّ قدمت لنا لمحة موجزة عن الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر، ما الجديد فيها، ماذا عن أهميتها وماذا أضافت إلى هذا المؤتمر؟
  • كانت هناك أبحاث في محاور عديدة، المحور الأول كان حول الإنشاد الصوفي والعناصر الموسيقية فيه، وكان هناك أيضاً محور أو منبر خاص بكتاب الأغاني، كما كان هناك محور خاص بأغنية الطفل، بالإضافة إلى محاضرات أساسية شاركت فيها ، حيت قدمت محاضرة في موضوع العلاقة بين الموسيقى العربية والموسيقى التركية، وفي موضوع الموسيقى والحاسوب.

في موضوع الإنشاد الصوفي والعلاقة بين الموسيقى الدنيوية والموسيقى المتصلة بالتصوف، كانت هنالك أبحاث عديدة، وفي الواقع كانت أبحاثاً مهمة جداً لأنها سلطت الضوء على أسلوب ممارسة الطقس الصوفي الغنائي في الدول العربية، أي أن كل باحث قدم الشكل الذي يتم فيه تقديم الطقس الصوفي الغنائي، مع نظرة  تاريخية إلى تطور هذا الموضوع ،وكيف وصل إلى الدولة المعنية التي يقدم فيهـا البحث.

وفي الواقع كانت هناك نقاط مهمة جداً سواء من حيث كيف ولدت هذه الفكرة في توظيف الموسيقى ضمن الطقوس الصوفية ، أو من ناحية أسلوب التوظيف سواء لجهة المقامات الموسيقية ، وأي المقامات هي الشائعة في هذا المجال ، أو لجهة أساليب الانتقال بين مقام وآخر، الإيقاعات، أساليب تجميع الموشحات أو الأغاني وتوظيفها ضمن هذا الطقس، وتم التأكيد على دور التكايا والزوايا كمواقع مهمة ،  وهي التي حفظت الصنعة الموسيقية العربية، لأنها مواقع يتم فيها تناقل العلم الموسيقي تناقلاً مدروساً غير عشوائي ، حيث المعلم يعطى المعلومة إلى من يتلوه ، وهكذا كأنها مدارس أو معاهد لهذه الصنعة الموسيقية، وأعتقد إن تتبعنا لهذا الموضوع يعطي مؤشرات واضحة عن تطور الموسيقى العربية بحد ذاتها، كما أنه يعطي المؤشرات حول العلاقة بين الغناء الدنيوي والإنشاد في طقوس التصوف وخاصة عندما نعرف أنه هناك عدداً كبيراً من الملحنين والمنشدين كانوا يعيشون في الجوين معاً.

بالنسبة لموقع الطفل، كان هناك أيضاً مداخلات كبيرة ، وعرض هناك الأغاني التي قدمت في مهرجان الطفل، الذي أصبح مهـرجاناً سنوياً يقام في الأردن، فعرضت هذه الأعمال وتمت مناقشتهـا من خلال الجميع، أي تم الاستماع إليها وتم المناقشة في سعي لاستخلاص المواصفات الأكثر ملاءمة للطفل وطبعاً كانت هناك توصيات عديدة حول ضرورة استخدام المقامات العربية في الأغاني الموجهة للطفل، عبر إبراز شخصية هذه المقامات من خلال أساليب لحنية محددة. وبالنسبة لمنبر كتاب الأغاني، كانت هناك مداخلات مهـمة جداً، أبحاث حول ما يمكن أن تنقله لنا أخبار عديدة وردت في كتاب الأغاني، يمكن أن نستخلص منها ملامح الصنعة الموسيقية التي كانت موجودة ، وأيضاً كان هناك شرح حول أسلوب التصنيف الذي اتبعه الأصفهاني، عن تتالي الأخبار، وكيفية ولادة فكرة الكتاب، ولماذا وجد. كما كانت هناك مناقشات حول موضوع المجرى والأصبع والإيقاع مع توصيات لاحقة لمتابعة هذا الموضوع وتتبع العناصر الموسيقية التي يمكن أن تظهـر من خلال هذا الكتاب، يعني مثلاً في أحد الأخبار الواردة في هذا الكتاب كان يتحدث عن حقوق الملحن. تصور أن حقوق الملحن التي جاءت منذ فترة ليست بالبعيدة وأصبح لها جمعيات تحفظ الحقوق، كان لها في كتاب الأغاني توثيق أو حديث عن حق المؤلف في لحنه.

الحاسوب والموسيقى

  • كما نعلم فقد قدمت عبر هذا المؤتمر بحثاً مهماً حول دور الحاسوب في الموسيقى العربية المعاصرة، كيف تقرأ في العلاقة بينهما وإلى أي مدى يمكننا الاعتماد على هذه التكنولوجيا في تحديث بنية هذا الفن عموماً؟
  • بالنسبة للحاسوب في الموسيقى العربية المعاصرة، طبعاً هناك دوران محتملان، دور في أن يستخدم الحاسوب في الإنتاج الموسيقي كأن يصبح آلة موسيقية وهذا الواقع هو التوجه الأوروبي والغربي عموماً، والذي يتبعه بعض الملحنين وبعض أستديو هات التسجيل ، وأنا طبعاً لا أرحب أبداً بهذا الاستخدام، وفي المحاضرة التي قدمتها في المؤتمر تحدثت عن هذا الموضوع من الناحية العلمية وأبديت تحفظاً كبيراً على استخدامه بهذا الشكل، لكن القسم الأساسي من هذه المحاضرة كان حول كيفية توظيف الحاسوب في البحث الموسيقي العربي وهو الدور الآخر المحتمل من خلال كون الحاسوب أصبح يستطيع التعامل مع النصوص والألحان والصوت والصورة، وبينت كيف أننا ومنذ (12 عاماً) نعمل على بناء نظام معلومات للموسيقى العربية ، يستطيع هذا النظام أن يتعامل مع نصوص الأغاني، مع معلومات عن الأغاني فهو يخزن الألحان، ويخزن الأفلام، الغنائية بصورتها السينمائية، وكله مربوط بقواعد البيانات مما يسمح بالاستعلام و الاسترجاع السريع، وحتى المقارنة بين الألحان ، وأقول لك أن المحاضرة كانت تطبيقية حيث كان معي جهاز الحاسوب وكان هذا شيئاً جديداً على الحاضرين، وبينت أنه كيف نستطيع أن نقارن مباشرة بين لحنين متباعدين، نطلبهما في ثوان ونقارن بينهما حتى أننا نستطيع أن نقارن اللحن في كلمتين محددتين من أغنيتين مختلفتين ومباشرة وحتى قدمت كيف يمكن أن نرسم اللحن بالحاسوب ، وكيف يمكن أن نستنتج علاقة اللحن بالكلمة الملحنة وكل هذه النقاط أثارت في الحقيقة اهتمام وتقدير الحاضرين.
  • على ذكر الحاسوب ألا ترى معي أن الحاسوب سيؤثر سلباً في الجانب الروحي من موسيقانا العربية الحديثة هذا الجانب الذي بدأ يغيب في أكثر نتاجنا الموسيقي حالياً؟
  • الحاسوب سيؤثر سلباً في الجانب الروحي، إذا استخدم كأداة موسيقية وفي الواقع هو بدأ يؤثر سلباً، الناحية الروحية هي بحاجة إلى أداة، يعني فلنعد إلى النظرة الصوفية للموضوع، لماذا سمح المتصوفة باستخدام الناي مثلاً، لأن الناي يقوم على مبدأ الإنسان ينفخ فيهـا من روحه عبر هذا النبات الحي،الذي كان حياً في فترة، كان يعيش، القصب الذي يصنع منه الناي هو حياة، كانت فيه حياة ينفخ فيها العازف من روحه، ينفخ من حياته . يعني عندما نتحدث في الجانب العاطفي والجانب الروحي أو الروحاني لا نستطيع أن نتصور كثيراً كيف يمكن للكهرباء والإلكترون أن تعبر هذا التعبير، ولذلك أنا أرى تماماً أنه من الممكن أن نستخدم الحاسوب كآلة موسيقية في التجارب، في تجريب المقامات الجديدة، في تجريب الأجواء اللحنية ولكن ليس عند التنفيذ الحقيقي… (!) ونسأل هنا لماذا في الغرب لا تنفذ الأوبرات على الكومبيوتر. حتى الآن هناك فرق سمفونية تؤديهـا مجموعة ضخمة من العازفين ودور قائد الأوركسترا دائماً هو أن يضيف على ما تقدمه الفرقة، يضيف على التدوين الموسيقي كما كتبه (بيتهوفن) مثلاً أو غيره، يحاول أن يضيف مشاعر خاصة به، يعني دور الإنسان في هذا المجال أساسي ومهـم، أما دور الحاسوب كمنتج للموسيقى فأعتقد أن هناك كثيراً من التحفظات على هذا الموضوع.

العزف النسائي

  • مسابقة المهـرجان خصصت للعزف النسائي على آلات التخت الموسيقي العربي التقليدي هذا يقودنا سؤالك لماذا يجري تغييب هذه الإبداعات في الموسيقى العربية إضافة إلى تهميشها من قبل الإعلام العربي عموماً إلاّ ما ندر؟
  • بالنسبة لمسابقة المهـرجان،فقد كانت فرصة أن نطلع ونستمع إلى عازفات إن كان في مجال عزف المقطوعات أو التقاسيم والإرتجالات،وقد برزت منهن عازفة على آلة القانون من مصر وكان عزفها ممتازاً، وكانت هناك أيضاً عازفة الناي من سورية عزفت بشكل بديع وهي ابنة الفنان الكبير الراحل (عبد السلام سفر) ، وكان هناك أيضاً عازفة للعود من تونس أدت بشكل رائع وهذا شيء يثلج الصدر حقيقة، وخاصة بأن ذلك تم على عدة آلات وليست آلة واحدة. أيضاً في المهرجان كان هناك مشاركة لفرق نسائية من عدة دول عربية. وأريد أن أقول هنا أننا نلاحظ تطور العزف عند العازفات بشكل ملحوظ أما لماذا هناك تغييب لهذه الإبداعات، فأقول هذا ليس تغييباً، هو جهد على الموسيقيات أو العازفات أن يقمن به لأن الطريق لا بد له من رواد، ولا أعتقد أن الأعلام العربي يضاد هذه الفكرة، كما أقول أن اللجنة العليا للمؤتمر برئاسة د. رتيبة الحفني والتي يعود لها في الحقيقة النجاح والاستمرارية لهذا المؤتمر، هي التي رأت ضرورة مشاركة العازفات ، وبالتالي فتح المجال لهن وإتاحة الفرصة لأعمالهـن من أن تأخذ طريقها بالتقديم والانتشار.

الإعلام العربي والموسيقى الراقية

  • كيف تقرأ واقع الأعلام العربي عبر تعامله مع الأعمال الموسيقية الجادة ومن بينها بالطبع برامجك المختلفة؟
  • أستطيع أن أقول هنا أن هناك مواقع في الأعلام العربي تتعامل بشكل ممتاز جداً مع الأعمال الجادة عموماً. فالعديد من المحطات الفضائية والأرضية العربية تعاملت بشكل إيجابي مع هذا الأسلوب الجديد من البرامج!؟، يعني أن تستخدم الحاسوب وأن تتوقف عند خلايا لحنية في عمل معين إلى ما هنالك.. قد يظن البعض أن هذا موضوع تخصصي لكن أقول أن هكذا مواضيع تهـم شريحة كبيرة من المشاهدين، وأنا أقول لك إنني أعرض في برامجي أحياناً نقاطاً لا تعرض في معاهد الموسيقى العربية..  ما أقدمه ليس بالأمر السهل ، ومع ذلك أسعى لأن أقدمه في أبسط صورة ممكنة لكي تصل إلى جميع الشرائح والحمد لله يظهر أنها تصل!.

وهنا لا بد من التنويه بأن العديد من محطات التلفزة العربية ومنذ البداية أدركت عمق الرسالة التي أسعى للقيام بها في زمن صعب فأفسحت لي المجال على مدى سنوات طويلة كما أن هناك بعض المحطات ومنذ البداية لم تنظر بجدية إلى هذه الرسالة.

  • بدأت العولمة تفرض منطقها وأدواتها عبر الأعلام والمعلوماتية) وبما تمتلك من مؤثرات خاصة في سياق الفن الموسيقى عموماً، لقد تحدثنا عن هذه المؤثرات الخاصة وأثرها في مستقبل الموسيقى العربية تحديداً؟
  • أعتقد أن العولمة ستفرض منطقها علينا هذا لاشك فيه، ونحن مضطرون لذلك شئنا أم أبينا، ولذلك علينا أن نكون مستعدين لهذا الوافد الجديد. أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو كيف نستعد للعولمة على مستوى الموسيقى العربية؟ الجواب يكون: بأن تكون لنا لغتنا الموسيقية الخاصة والتي علينا الاعتناء بها، نوثقها. نحللها، نعرضها باستخدام الأدوات التكنولوجية، نضعها على شبكة الإنترنت، والأهم أن نستخدم أدوات العولمة باتجاه المحافظة على تراثنا. وأنا الآن أعمل على تخصيص موقع لي على شبكة الإنترنت سيضم العديد من الدراسات وأشياء كثيرة عن الموسيقى العربية وبذلك أكون قد استخدمت شبكة الإنترنت لصالح عنصر من عناصر الشخصية الثقافية العربية وهي الموسيقى.

وبالتالي يستطيع أي عربي أن يدخل إلى هذا الموقع من أي دولة عربية، من أي دولة أجنبية يقيم فيها، وعبر استخدام أدوات العولمة ووضعها باللغة الإنكليزية تتيح للآخرين أن يطلعوا على ما لدينا وعندها ينشأ حوار حقيقي بين أنداد ينظرون إلى بعض، الغرب ينظر إلينا على أن لدينا شيئاً نعطيه إياه ونحن ننظر إلى الغرب على أن لديه شيئاً يعطينا إياه ولكن من منطق ندي وليس من منطق الضعيف والقوي. ولذلك أعتقد أننا إذا أحسنا استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة (الكومبيوتر، شبكات الإنترنت) نستطيع من جهة أن نحمي تراثنا وهذه وظيفة أساسية، وإلا فالعولمة ستجعل هناك تراثاً واحداً مسيطراً هو تراث الغرب وبالتالي لن يكون لنا أي دور لأننا سنتحول إلى مستهلكين فقط ، بينما إذا حافظنا على تراثنا فسيكون لنا دور إنتاجي لأن هذا التراث سيبحث عنه الغرب أيضاً سيبحث عنه لدى منتجيه،وبالتالي سيكون لنا وظيفة غير وظيفة المستهلك.

Bookmark the permalink.

Comments are closed.

  • هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading