بعد أن استعرضتُ مع الأستاذ شرارة ، في القسمين الأول والثاني من اللقاء ، الذي كنت أجريته معه عام 1992 ، بداياته في عزف الكمان ، رسمتُ مسار القسم الثالث منه ، لكي أيسِّر للمشاهد ، اكتشاف مجالات التميز ، التي كنت قد حددتُها في مسيرته الفنية ، إذ أنني كنت أرى أنه ، في محاور عديدة ، خالف السائد ، ونجح في ذلك.
يتضمن القسم الثالث من اللقاء التلفزيوني ، الذي أجريتُه في عام 1992 مع الأستاذ عطية شرارة ، شرحاً لمراحل انتقاله من عزف الكمان ، إلى تلحين المعزوفات الموسيقية ، وصولاً إلى التأليف الموسيقي، اعتماداً على أساليب التأليف المعتمدة في الموسيقى الغربية ، مع إضفاء خصائص شرقية على المؤلف الموسيقي ، من خلال بنائه على جمل لحنية فولكلورية ، وهو الأسلوب الذي اتبعه كل من سبقوه في هذا المجال في مصر.
ولما كان الأستاذ عطية شرارة ملحناً شرقياً أيضاً ، فقد تم السعي لاكتشاف المواقع ، التي خالف فيها الاتجاه السائد ، فبنى مؤلفاته الموسيقية بناءاً على جمل لحنية من تلحينه هو ، وعلى مقامات شرقية أيضاً ، مصاغة وفق أساليب التأليف الموسيقي الغربي ، وهو الاتجاه الذي تمثل أولاً في كونشيرتو العود ، من تأليفه ، وأداء الدكتور حسين صابر ، ثم استُكمل في كونشيرتو الناي ، من تأليفه أيضاً ، وأداء عازف الناي الشهير محمود عفت. يتضمن القسم عرض هذين العملين.
أنهيتُ اللقاء بالحديث مع الأستاذ شرارة عن محور آخر من محاور التميز ، وهو الشكل الجديد الذي ابتدعه للفرقة الموسيقية : ” سداسي شرارة ” ، المشكلة من ستة عازفين ، والمتخصصة في أداء الأعمال الموسيقية ، خارج الإطار السائد ، في أن تكون وظيفة الفرقة الموسيقية الأساسية ، هي مرافقة الغناء ،بغية تعويد الجمهور على متابعة الأعمال الموسيقية ، خارج إطار الغناء ، لنصل في الختام إلى التفكير ، في أحسن الأساليب ، لكي تقترب الأعمال الموسيقية من الجمهور ، وتتوازن في الجماهيرية ، مع الأشكال الأخرى ، التي احتلت الساحة مؤخراً.
عطية شرارة في القسم الثالث والأخير من لقائي معه: في كونشيرتو الناي خرجتُ على مبدأ الاعتماد على جملٍ لحنية فولكلورية ، و في سداسي شرارة تجاوزتُ الوظيفة التقليدية للفرقة الموسيقية المساندة للغناء!
Bookmark the permalink.