في هذا المشهد من لقائي التلفزيوني مع الموسيقار عطية شرارة ، عازف الكمان الشهير ، في إطار برنامجي التلفزيوني ” العرب والموسيقى ” ، رغبت إليه أولاً أن يبين بشكل تطبيقي أمام المشاهدين الفرق في أسلوب العزف على الكمان ، عند أمير الكمان سامي الشوا ، الذي كنت نشرتُ في موسوعة كتاب الأغاني الثاني ، العديد من الأعمال ، و كان آخرها أداؤه على الكمان ، لدور المطرب ، في دور كادني الهوى ، من ألحان محمد عثمان ، وبين الأسلوب الذي اعتمده أنور منسي ، وتابعه عطية شرارة لاحقاً ، حيث تم إدماج تقنيات العزف المعمول بها في الموسيقى الكلاسيكية الغربية ، مع خصائص العزف الشرقي ، ماسمح بتطوير دور الكمان في الفرقة الموسيقية العربية ، وبالتالي تطوير دور الفرقة الموسيقية عموماً ، لتكون شريكاً أساسياً في التعبير عن معاني الأغنية .
كنت أرغب في مقارنة مباشرة تعبر عن الانتقال الذي حصل خلال النصف الأول من القرن العشرين بين جيلين .. وبين عالمين!
ثم سألته : ماهو الأسلوب الأفضل ، في رأيه ، الذي يمكن العازف العربي على آلة الكمان ، الذي يتعلم حالياً وفق أساليب التعليم الغربية ، من أن يمتلك تقنية العزف اللازمة ، لإضفاء عناصر ديناميكية ، على خلايا التعبير عن المعاني ، دون أن يخسر شرقيته وأصالته ، وقدرته على أداء المقامات الشرقية .. و ماهي القيود اللازم تطبيقها ، للتوصل إلى أفضل النتائج .
في نهاية هذا المشهد ، رغبتُ إلى الأستاذ شرارة أن يؤدي على الكمان ، مباشرة أمام الكاميرا ، و بمشاركة الناي والرق ، معزوفة موسيقية من تأليفه ، وهي لونغة شرارة ، لإعطاء فكرة لمتابعي اللقاء عن الديناميكية المطلوبة من عازف الكمان ، لكي يتمكن من تنفيذها بالشكل الصحيح… وهكذا كان!