ولدت سعاد محمد / سعاد محمد المصري / في بيروت في عام 1935 لأب من أصول مصرية وأم لبنانية . توفي والدها وهي طفلة صغيرة وبدأت الغناء منذ نعومة أظفارها وكانت تشدو بأغنيات أم كلثوم في الأفراح ، وعندما كبرت وبتشجيع من جارها الأديب والصحافي محمد علي فتوح شقت طريقها للغناء وذاعت شهرتها في بلاد الشام (سورية ولبنان) ثم كانت رحلتها الي مصر في عام 1948 عندما عرفها جارها على الفنان المصري الكبير محمود ذو الفقار وعمرها لا يزيد عن 13 عاماً فبهره صوتها واصطحبها معه الي القاهرة وقدمها لزوجته الفنانة عزيزة أمير التي وافقت علي الفور أن تكون سعاد محمد ذات الصوت الرائع بطلة لفيلمها الجديد فتاة من فلسطين في وقت كان العالم العربي كله يغلي أمام ما كان يحدث في فلسطين من فظائع إسرائيلية.
عرض الفيلم سنة 1948 وكان الإقبال عليه شديدا وقدمت فيه سعاد محمد عدة ألحان ممتازة وجدت طريقها سريعا إلي قلوب كل مستمع عربي، خاصة أنشودة يا مجاهد في سبيل الله . أعجبت الممنتجة آسيا داغر بصوتها الحلو، فأسندت إليها بطولة فيلمها الثاني والأخير أنا وحدي من إخراج هنري بركات وشاركها البطولة ماجدة ونور الدمرداش وصلاح نظمي وشدت سعاد محمد في هذا الفيلم بأغنيات لا تزال الجماهير تعشقها وتطلب سماعها ومنها فتح الهوى الشباك ومين السبب في الحبالقلب واللا العين
وأغنية يا حبيبي يا رسول الله.
اكتفت سعاد محمد بعد ذلك بالغناء في الإذاعة كأغنيات فردية أو برامج إذاعية أو بتقديم أغنيات مدبلجة لبطلات أخريات في السينما مثل أغانيها في فيلم رابعة العدوية سنة 1960 وفيلم الشيماء أخت الرسول سنة 1972 وفيلم بمبة كشر ، ولكنها كرست جهدها الأكبر للإذاعة والحفلات والتي كانت تقدم فيها روائعها من أعمال كبار الملحنين ومنها هاتو الورق والقلم يا اللي وحشتوني و فتح الهوي الشباك ، وأنا وحدي لرياض السنباطي و مين السبب في الحب ، و يا ناسي أيامنا لمحمود الشريف و يا رسول الله لزكريا أحمد و بقي عايز تنساني لفريد الأطرش، و أوعدك لمحمد سلطان و استحملت كثير لعبدالعظيم محمد، ووحشتني لخالد الأمير..
كان تعاونها مع رياض السنباطي كثيفاً نظراً لاقتراب قدراتها الصوتية من قدرات السيدة أم كلثوم حتى أنه خص سعاد محمد بالقصيدة التي كان من المقرر أن تشدو بها أم كلثوم لولا أن كان القدر أسرع فرحلت أم كلثوم عن هذه الدنيا وهي قصيدة انتظار من نظم الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي كما وغنت سعاد للسنباطي قصيدة أبي القاسم الشابي إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
تزوجــــت سعاد محمد في بدايــــاتها من مكتشفها الأديب الصحافي محمـــد علي فتــوح ودام الزواج 15 سنة وألف لها محمد علي فتوح خلالها أغنيات اشتهرت ومنها مظلومة يا ناس مظلومة و غريبة و الزمن قاسي من ألحان الملحن السوري المبدع محمد محسن ، فذاعت شهرتها في بلاد الشام (سورية ولبنان) ثم انفصلا وأنجبت منه ستة أبنـــــاء وبنات، ثم تزوجت بعد ذلك من المهندس المصري محمد بيبرس ورزقت مــــنه بأربعة أبناء وتم الطــلاق بعد ذلك فتزوجــــــت من اللبناني أسعد ولم ترزق منه بأطفال وتم الطلاق أيضاً.
كانت أغنية مظلومة يا ناس من أشهر أغنياتها.
اهتمت سعاد محمد بالأدوار والموشحات والقدود الحلبية منذ بداياتها وكانت تقدمها في حلب ودمشق بعد أن تعلمتها علي يد فنان لبناني هو حبيب الدنشلي، ثم تولى صقلها الموسيقار ذائع الصيت توفيق الباشا حيث سافرت إلي حلب المدينة المعروفة بأنها عنوان الطرب في ذلك الزمن وحازت على الإعجاب .
سعت لتسجيل أعمال سيد درويش لكن المشروع توقف لعدة أسباب ولم تقدم من تراث فنان الشعب سوى دور أنا هويت وانتهيت الذي بقي علامة مضيئة في تاريخ الغناء العربي من خلال لحن سيد درويش وأدائها المميز.
حلقات تلفزيونية تناولت فن سعاد محمد
مقالات تحليلية تناولت أغنيات غنتها سعاد محمد
- على طريق استشراف مستقبل موسيقانا العربية الأصيلة : دور أنا هويته وانتهيت بصوت سعاد محمد نموذجاً
- مظلومة يا ناس لسعاد محمد ومحمد محسن: أطلقت شهرتها و وثَّقت ضياع حقوقها و مآسي حياتها!
- موشح ملا الكاسات بصوت سعاد محمد : هل بنى محمد عثمان لحنه لكي يؤديه الرجال فقط؟
- واجريحاه لسعاد محمد : التعبير عن صراعٍ مأساويٍ بين الحب والإيمان!
- يا قدس يا حبيبة السماء بصوت سعاد محمد : لحنٌ مبدعٌ لرياض السنباطي ، احترم اكتفاء نص محمود حسن إسماعيل بحمل رسالة وجدانية إلى المدينة المقدسة ، لكي تستمر في رسالتها الأبدية ، في إقامة الصلاة ، ومباركة الحياة ، وابتعاده عن رسم الطريق لمعالجة المأساة!