ولد كميل شمبير في حلب في 8 آذار 1892 ، ودرس فيها الموسيقى ، وكان بارعاً في العزف على البيانو منذ طفولته . تابع دراسته الموسيقية في إيطاليا ، ثم عاد إلى حلب ، وكان يعزف المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية في أسلوب مبدع وفريد .
اتصل بسيد درويش أثناء إقامته لمدة ثلاث سنوات في حلب بين عامي 1908 و1911 ، ونشأت بينهما صداقة ، وجدت لها لاحقاً امتدادت في القاهرة.
سافر إلى القاهرة في عام 1914 ، و ترأس في عام 1918 فرقة نجيب الريحاني ، فكتب له عدة مسرحيات بأسلوب الأوبريت / كوميديا غنائية/ ، منها حمار وحلاوة ، و على كيفك ، و مجلس الأنس ، كما اتصل بأمين عطا الله في عام 1925 ، وكتب له عدداً من الأوبريتات ، وساهم بإبراز شخصية كشكش بك ، حتى غدا المؤلف المسرحي والغنائي لهاتين الفرقتين ، بعد رحيل سيد درويش.
من مسرحياته الغنائية: الفنون الجميلة ، عقبال عندكم ، الغريب البائس، شهر العسل، النونو، أما العمل الكبير الذي ألفه كميل شمبير ولم يعرض ، فهو أوبرا توسكا التي ترجمها عن الإيطالية ، واستغرق تلحينها عامين ، ولا يتوفر لها بالتالي أي تسجيل!
من أشهر ألحانه أغنية نويت أسيبك خلاص نويت التي شاعت و اشتهرت بصوت الأستاذ صباح فخري.
سجل كميل شمبير بعض الأسطوانات من تقاسيم وسماعيات وبشارف ضاع معظمها ولم يبق منها إلا القليل .
اشترك في حلب أوائل الثلاثينات مع الشاعر عمر أبو ريشة و الدكتور فؤاد رجائي والشيخ علي الدرويش وأحمد الأوبري في تأسيس النادي الموسيقي في حلب ، وكان درة أعمال النادي ، أوبريت ذي قار مسرحية عمر أبي ريشة المشهورة ، من ألحان كميل شمبير ، وقد جاءت في شكل غنائي معبر.
كان في استقبال السيدة أم كلثوم عندما زارت حلب أوائل الثلاينات كما تبين الصورة أدناه
توفي كميل شمبير في التاسع من تشرين الثاني سنة 1934 بدمشق ، عن عمر يناهز 42 عاماً ، ونقل جثمانه إلى حلب ، فدفن فيها وهو في عنفوان شبابه ، وقد رثاه صديقه الشاعر الكبير عمر أبو ريشه بقصيدة قال فيها :
نام عن كأسه وعن أحبابه قبل أن ينقضي نهار شبابه
يا بنات الغروب قد نفض الليل على الكون حالكات نقابه
احملي الراحل الغريب وسيري بالزغاريد سلوة لاغترابه
لحن الملحن محمد صادق لاحقاً هذه القصيدة وغناها وإليكم التسجيل من مكتبتي الموسيقية