الأستاذ محمد التابعي صحفي مصري مرموق ، أسس مجلة أخر ساعة الشهيرة عام 1934 ، و تتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل حسنين هيكل ، مصطفى وعلي أمين ، كامل الشناوي ، إحسان عبد القدوس ، أحمد رجب وغيرهم. بعد رحيل أسمهان بخمس سنوات كتب الأستاذ التابعي كتابه : أسمهان تروي قصتها! وركز فيه على حياتها الشخصية ، من وجهة نظر خاصة به ، مبتعداً عن كل ما له علاقة برصيدها الموسيقي والفني ، الذي كان أهم ما تركته أسمهان لعالمها ومحبيها.
وفيما بعد أصبح هذا الكتاب المصدر الوحيد لعشرات الكتب عن أسمهان ، و لمسلسل تلفزيوني ولوثائقيات ، كان منها ما نشرته قناة الجزيرة منذ سنوات ، حيث أصبح الهدف الأساسي التنقيب في حياةٍ شخصية ، وتجاوز قدرات إبداعية كان من الصعب تجاوزها!
في هذه اللمحة المقتطفة من برنامج أسمهان ، أبين المسار الذي اعتمدته في كتابة وتقديم البرنامج. لقد هدفت أن أقدم قراءة مختلفة تماماً ، عما كتبه الأستاذ محمد التابعي ، إذ توقفت أولاً عند دور صوت أسمهان في تحريض تنافس الملحنين ، وتوجيه إبداعهم ، الذي غنّته ، نحو مسالك جديدة ، ما أوصلها لتكون في قمة منافسة للقمة التي تربعت عليها السيدة أم كلثوم ، و جعل صورة الغناء العربي قبلها مختلفة تماماً عما أصبحت عليه بعدها ، كما توقفت ثانياً عند تفاصيل في حياتها الشخصية، غابت عن الصورة ، وكانت وراء كل الحزن الدفين الذي غلَّف أداءها .. وأغانيها.