أعتقد أن إنسان القرن الحادي والعشرين ضائع اليوم.. التقانات الحديثة أغرقته بتسارعها المذهل.. وضغط العمل والتنافس ، جعل الروح تغيب في أعماق الجسد.. إيقاع الحياة أصبح سريعاً وضاغطاً.. لم يعد يتمتع بعواطف بسيطة تعتمل في داخله.. ولم يعد المجتمع بسيطاً في علاقاته كما كان .. فقد طغت المعاناة والقلق والشعور بالوحدة ، على الفرح و الحزن و الألم .. بل لعلنا نجد اليوم في داخلنا عواطفَ ، قد لا تكون اللغة قادرة على تعريفها ، تاركة المجال للموسيقا للتعبير عنها.
ولما كان التعبير عن العواطف الإنسانية المركبة ، سيدفع الموسيقي إلى مزيد من التعبير اللحني المركب ، فقد وضعتُ في عام 1986 نظرية في الموسيقى العربية ، أسميتها ” نظرية الأجناس المتداخلة ” ، لتفتح طريقاً جديدة في التعبير الموسيقي العربي ، من خلال بناء مقامي جديد ، ولتمكن المؤلفين الموسيقيين من بناء مقامات موسيقية جديدة ، تسمح بالتعبير عن العواطف الإنسانية المستجدة لدى الإنسان في القرن الحادي والعشرين.اعتمدت النظرية في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة عام 1992.
ولتجسيد النظرية ، و لأهميتها في التعبير عن المشاعر الإنسانية المركبة ، فقد وضعت مؤلفاً موسيقياً أسميته ” بوح الروح ” ، ونفذته على القانون .. ليعبر عن تلك النظرية.. وعن معاناة الإنسان في هذا العصر ..
إليكم : بوح الروح تسجيل عام 1996
تم تحليل ” بوح الروح ” في الحلقة الثانية عشرة من برنامج ” نهج الأغاني “.