عمل موسيقي هام لأمير الكمان سامي الشوا ، يأتي في سياق مساعي الموسيقيين في النصف الأول من القرن العشرين لإثبات الذات ، وتحقيق نجمومية خاصة ، تبعدهم عن الدور التقليدي للموسيقي ، في مرافقة المغني والتمهيد له . يصور الشوّا من خلال هذا العمل ، رحلةً لأعرابي في الصحراء ، تبدأ بجو عام هادئ ، وإذ بالريح تصفر..
عاد الشوّا أولاً بآلة الكمان إلى جدَّتها : آلة الربابة ، المصاحِبة عادة لأجواء البادية ، في مساحتها الصوتي المحدودة ، بسبب وترها الوحيد ، ورتابة موسيقاها ، الملائمة للحياة في البادية ، في هدوئها ، معتمداً مقام البيات ، المسيطر عادة على فضاء الربابة الموسيقي ، لينتقل مباشرة ، في تصويره لصخب الريح ، إلى أداءٍ ذي تقنية عالية ، يمتد على طول مساحة الكمان الصوتية ، مع رعشات قوس الكمان المتلاحقة ، بشكل يعاكس تماماً ، امتدادات سحبات القوس ، عند تصوير هدوء البادية ورتابة أجوائها ، في بداية عزفه ، ونهايته ، عندما تعود رتابة الحياة لتسيطر ، بعد أن هدأت الريح.
يثير هذا العمل تساؤلات حول البناء والقالب الذي اعتمده الموسيقيون ، في إبراز قدرتهم على التعبير ، وخاصة عندما نقارن ” أعرابي في الصحراء ” ، برقصة الشيطان لأمير البزق محمد عبد الكريم ، فهل هو تناص موسيقي بينهما ، من حيث البدء بجو عام ، ثم تكون المفاجأة بحدثٍ ، يعبَّر عنه بموسيقى مذهلة ، أم أنه قالب بسيط ، اعتمده الموسيقيون لإبراز قدراتهم التعبيرية في العزف ، على آلة موسيقية واحدة..؟؟
كالعادة ..وضعتُ صورةً ملائمة للتسجيل الصوتي ، قدر الإمكان..
أعرابي في الصحراء لأمير الكمان سامي الشوّا : التعبير عن أجواء الصحراء .. بهدوئها و صخبها!
Tagged 2014, التسجيل, التعبير, التعبير الموسيقي. Bookmark the permalink.
عمل مميز وجميل
شكرا أستاذ على الافادة
اعتقد أن اختيار مقام البياتي كان غير موفق و هو ما حول الكمان إلى ما يشبه الربابة .. ولعل مقام الحجاز أو العجم كان سيكون أفضل مثل سيمفونيات شاهرازاد لكورساكوف أو مارش العبيد لتشايكوفسكي