منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي ، وحتى عام 1992 ، عندما بدأت بإطلاق مجموعة البرامج التلفزيونية ، ضمن مشروع كتاب الأغاني الثاني ، قدمت على شاشة التلفزيون العربي السوري برنامجاً أسميته : العرب والموسيقى ، عرضت من خلاله ، لعناصر الإبداع في الموسيقى العربية ، كما تطورت في عصر النهضة الموسيقة العربية .
كان لابد من وضع شارة موسيقية للبرنامج ، تعبر عن رؤيتي لمضمونه ، و عن اتساع آفاقه ، ليقدم أطياف الأصالة والمعاصرة والحداثة ، في موسيقى العرب ، ولذا فقد صغت الشارة ، لتكون في أقل من دقيقتين ، ونفذتها عزفاً على القانون ، في قسمين : الأول يمتد ل 50 ثانية ، ويعبر عن الأصالة ، في استخدام المقام المستخدم ، وهو مقام الحجاز ، وفي أسلوب العزف التقليدي بأصبع واحدة لكل يد ، و المعاصرة من خلال الرشاقة والقوة والتعبيرية في الأداء ، والثاني ويمتد ل 60 ثانية ويعبر عن الحداثة ، مع الحفاظ على المقام ذاته ، من خلال توظيف مبتكر ، في ذلك الوقت ، لجميع أصابع اليد اليمنى ، في إعطاء خلفية متعددة الأصوات ، بغية توفير جو حداثوي تعبيري ، مع إعطاء اليد اليسرى مهمة تنفيذ اللحن الأساسي، بالأسلوب التقليدي ، دون أن تظهر أي غربة أو هجنة بين القسمين.
كان اختيار مقام الحجاز لأصالته العربية ، و لقدرته على توفير أجواء الأصالة والمعاصرة والحداثة في آن!
هذه كانت رؤيتي لبرنامج العرب والموسيقى .. وللأسلوب الأمثل لتطوير الموسيقى العربية!
عندما عبَّرتُ في عام 1985 من خلال صياغتي و أدائي لشارة برنامج العرب والموسيقى على آلة القانون عن رؤيتي لتطوير الموسيقى العربية .. في أقل من دقيقتين!
Bookmark the permalink.