في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ، بدأت بتقديم برنامج تلفزيوني على شاشة التلفزيون العربي السوري أسميته ” العرب والموسيقى ” ، وعرضت فيه لتاريخ الموسيقى العربية ، وسماتها ، وفترات النهضة الحضارية التي عاشتها ، كما سعيت لكشف مكامن الإبداع في نتاج فترة النهضة التي شهدها القرن العشرون، وذلك بهدف الإسهام في الحفاظ عليها في وجدان المشاهدين ، بعد أن لاحظتُ أن تلك النهضة ، كانت قد بدأت بالتلاشي ، وهو ما تابعته لاحقاً ، في برامج تلفزيونية عديدة ، ومقالات ودراسات كثيرة ، وفي طرحي مؤخراً لمشروع : نحو نهضة موسيقية عربية جديدة.
بالمقابل كان الأستاذ صلحي الوادي ، رحمه الله ، مديراً للمعهد الموسيقي في دمشق ، وكان مهتماً بالموسيقى الكلاسيكية الغربية تعليماً وأداءً ، وقد كرس جلَّ حياته لنشرها ، ولتشكيل جمهور كبير لها ، كما سعى لتشكيل الفرقة السمفونية السورية الوطنية ، التي شهدت النور لاحقاً ، وقادها بنفسه لسنوات.
طبعاً أنا من محبي الموسيقى الكلاسيكية ، ومتابعي أعمال كبارها ، وإن كنتُ أرى أن موسيقانا العربية بحاجة إلى جهودنا أيضاً ، للحفاظ عليها ولتعليمها ولتطويرها . وهكذا عرض علينا الأستاذ عادل يازجي ، وكان حينذاك مديراً للبرامج الثقافية في التلفزيون ، أن يستضيفنا في حوار مفتوح بيننا ، وليعرض كل منا وجهة نظره ، على أن يكون الرأي الأخير للمشاهدين ، فكانت هذه الحلقة التي أنشرها اليوم. الحلقة من إخراج الأستاذ خليل سطاس.