أشرح فيما يلي ، و باختصار ، المراحل التي شملتها عملية تقييم الألحان المشاركة في مسابقة الملحنين الواعدين ، و الشروط الفنية والإلزامية التي سبق إعلام الملحنين بها ، وكذلك أسماء أعضاء لجنة التحكيم ، والتعريف بهم ، وأسلوب عمل اللجنة ، و مسار التوصل إلى تحديد النتائج النهائية.
استماع تمهيدي
من البداية ، قررتُ ألا أشارك في لجنة التحكيم ، كيلا يكون لرأيي تأثير على خيارات أعضائها ، ولكنني رأيت أن يكون دوري ، بعد أن قمتُ بتحديد الشروط الإجرائية والفنية والإلزامية ، التأكد من سير عملي التحكيم ، ودقتها ومصداقيتها، من جهة ، و تقديم النصح للملحنين ، قبل عرض ألحانهم على اللجنة ، من جهة أخرى ، وهكذا كان.
استمعت إلى الألحان المرشحة ، قبل العرض على اللجنة ، ولاحظت أن الألحان أتت بمستوى أفضل من مرحلة تجريبية سابقة ، كنت نفذتها على جدار مجموعة أوج ، لاستطلاع المستوى العام لأعمال الملحنين ، ولكن مع وجود ملاحظات كثيرة ، إذ في غالب الأحيان ، اختلَّ التوازن بين الإيقاعين الشعري والموسيقي ، كما لم يلتزم المؤدون بضوابط اللفظ العربي ، فحفلت التسجيلات بالكثير من الأخطاء في تحريك الكلمات ، و من المدِّ المتكرر لحروف ساكنة ، بما تأنف الأذن سماعه . قد يكون هذا متداولاً في الغناء بالعامية ، ولكنه غير مسموحٍ به ، عند الغناء بالفصحى! أعلمتُ الملحنين بملاحظاتي ، وبعد أن أعاد الملحنون التسجيلات بما يتوافق معها ، ما أمكنهم ذلك ، و استلامها ، انتقلنا إلى مرحلة تشكيل لجنة التحكيم.
تشكيل لجنة التحكيم:
لما كنتُ قد حددتُ أن المسابقة ستجري بالكامل على شبكة الإنترنت ، فقد رأيتُ أن أشكل لجنة التحكيم من خلال الشبكة أيضاً ، معتمداً على أن صفحتي على موقع فيس بوك يتابعها أكثر من ربع مليون شخص ، ولاشك أنها تضم بينهم ، من يحقق شروط الانضمام للجنة . وهكذا ، فقد نشرتُ على صفحتي ، دعوة للمشاركة في لجنة التحكيم ، وحددت شروط الانضمام ، بأن يكون العضو :
- موسيقياً حائزاً على شهادة في الموسيقى.
- أو باحثاً موسيقياً له دراسات منشورة.
- أو ملحناً أو مؤلفاً موسيقياً أو موزعاً موسيقياً أو مغنياً أو عازفاً.
- أو شاعراً أو باحثاً في شؤون الشعر أو أستاذاً جامعياً في قسم اللغة العربية
- أو إعلامياً متابعاً لشؤون الموسيقى
- أو ذواقة متابعاً لشؤون الموسيقى العربية
أوضحت أن العملية تطوعية ، وعلى من يرغب في الانضمام ، إرسال رسالة على بريد الصفحة ، مع سيرة ذاتية ، ونماذج من الأعمال ، إن أمكن ..
تقدم عدد كبير من المرشحين ، تجاوز 60 مرشحاً ، وتم اختيار 18 عضواً ، حققوا الطيف اللازم من الاختصاصات ، في محور الشعر ، ومحور الموسيقى ،ومحور العلاقة بين النص واللحن ، ومحور السمات الجمالية في اللحن والنص .
المرحلة التمهيدية:
لما كان من الضروري تقييم الألحان بشكل نسبي ، أي نسبة لما هو مرشح من ألحان ، وليس نسبة إلى ألحان كبار الملحنين ، فنحن نتحدث عن مسابقة للملحنين الواعدين ، أقمتها لاستكشاف المواهب الواعدة ، و مدى قابليتها للتطور ، فقد كان لابد ، في البداية ، من أن تبدأ اللجنة أعمالها بمرحلة تمهيدية ، تطَّلع فيها على الألحان ، وتشكل صورة عامة عن مستواها ، قبل الدخول في عملية التحكيم ، إذ أن ذلك سيؤدي إلى تحديد السوية الأعلى للألحان المرشحة ، في تصورات اللجنة ، والقياس عليها أثناء عملية تقييم كل لحن على حدة .
قام الأعضاء ، بناء على طلبي ، بتقييم نسبة الألحان المقبولة بشكل عام ، وتبين أن اللجنة اعتبرت أن حوالي 42% من الأعمال ، يمكن أن يحقق المستوى الأدنى المقبول.
أعمال التقييم
تم إعلام الأعضاء المعتمدين بالشروط المحددة للمسابقة ، ومناقشتها معهم ، ثم انطلقت أعمال التصويت على الألحان ، وعددها 31 ، من خلال مجموعة سرية على موقع فيس بوك .
لدى البدء بتقييم الألحان ، توزع أعضاء اللجنة على المحاور التالية :
- السوية الجمالية والتعبيرية للعمل الغنائي ككل . شارك في تقييم هذا المحور جميع أعضاء اللجنة ، البلغ عددهم 18 عضواً ، مشكلين فيما بينهم جمهوراً نخبوياً ، لتقييم العمل ككل.
- القصيدة الشعرية. شارك في تقييم هذا المحور أعضاء اللجنة من الشعراء و من المختصين في الأدب والشعر.( العدد 6)
- اللحن ، و الشروط الإلزامية والاختيارية . شارك في تقييم هذه المحاور أعضاء اللجنة ، من الملحنين والموسيقيين والمؤلفين الموسيقيين والعازفين.( العدد 9 ).
- العلاقة بين اللحن والنص ، و دقة الأداء الصوتي . شارك في تقييم هذه المحاور أعضاء اللجنة ، من الملحنين و الباحثين الموسيقيين والمؤلفين الموسيقيين و الشعراء و من المختصين في الأدب والشعر. ( العدد 4) .
قام أعضاء اللجنة بالإجابة عن 18 سؤالاً ، كنتُ وضعتها لهم ، لتؤطر محاور التقييم التالية:
- القيمة الجمالية والتعبيرية العامة للعمل الغنائي ككل.
- الشروط الخاصة بالقصيدة الشعرية ، وهي:
- سلامة البنية الإيقاعية وفق قواعد الشعر العربي واللغة العربية.
- السوية الجمالية والتعبيرية : مدى ملاءمة النص للغناء ، كثافة الأحرف الصوتية ، سلامة اللفظ ، توفر تضاد في العواطف ،..
- الشروط الخاصة باللحن وهي:
- البناء العام و توزع الفقرات اللحنية .
- شكل الجملة اللحنية ومدى تميُّزها وجمالها .
- كثافة الجرعة الموسيقية.
- سلاسة الانتقالات المقامية والتغيرات الإيقاعية.
- امتداد مساحة اللحن الصوتية.
- العلاقة بين النص واللحن ، من حيث الإيقاع والتعبير و مواقع الامتداد اللحني ، وعلاقتها بما تسمح به الأحرف من مدّ.
- توفر شرطين من الشروط الإلزامية الأربعة التالية ، ومدى براعة اللحن في تضمينهما:
- جمل لحنية على الأسلوب التقليدي .
- جمل لحنية على الأسلوب التجديدي.
- جمل لحنية على أسلوب المونولوج الشعري.
- جمل لحنية فيها تعبير عن المعاني.
- توفر شرطين إلزاميين آخرين.
- توفر عناصر اختيارية وافدة من قوالب تلحينية أخرى ، ومدى البراعة في تضمينها:
- الآهات.
- الهنك .
- الإيقاع المركب ..
- سلامة الأداء الصوتي
- سلامة تحريك الحروف.
- ضبط إيقاع اللفظ مع إيقاع النص وإيقاع اللحن.
أعضاء لجنة التحكيم والمهام
أبين فيما يلي أسماء أعضاء لجنة التحكيم ، وفق الترتيب الأبجدي ، وأعرِّف بهم ، وبالمهمة التي قام كل منهم بها ، وفق ما تم شرحه أعلاه ، في إطار عمليات التقييم والتصويت.
الاسم | الجنسية | التعريف | الدور |
---|---|---|---|
الأستاذة أمل كلاس | الجزائر | ذواقة متابعة للموسيقى العربية – مدرسة | تقييم عام مع تقييم النص الشعري |
الدكتور أحمد الحناوي | مصر | مؤلف موسيقي وقائد أو ركسترا | تقييم عام مع تقييم النص الشعري واللحن والعلاقة بينهما والأداء الصوتي |
الدكتور إسماعيل إبراهيم داوود | فلسطين - غزة | أستاذ موسيقى عازف و ملحن | تقييم عام مع تقييم النص الشعري واللحن والعلاقة بينهما والأداء الصوتي |
الدكتور أياد ميران | العراق | ذواقة متابع للموسيقى العربية - شاعر | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
الدكتور محمود كحيل | سورية | أستاذ في كلية الآداب في جامعة حلب - سورية وجامعة قطر، شاعر، وباحث في تاريخ الموسيقا العربية | تقييم عام مع تقييم النص الشعري واللحن والعلاقة بينهما والأداء الصوتي |
الدكتورة نجاة صباح السيد | مصر | ذواقه للموسيقى وخصوصا الموسيقي العربية - طبيبة بيطرية بمطار القاهرة الدولى سابقا | تقييم عام مع تقييم اللحن |
الأستاذ زياد القحم | اليمن | شاعر وكاتب ومراجع لغوي من اليمن | تقييم عام مع تقييم النص الشعري |
الأستاذة سامية أحمد | المغرب | مغنية مهتمة بالتراث | تقييم عام مع تقييم اللحن |
المهندس سعيد فوزي | مصر | ذواقة متابع للموسيقى العربية - مهندس و مدير مركز معلومات له مقالات في التذوق الموسيقي وعازف على العود | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
الأستاذ عبد العزيز ابراهيم السماعيل | المملكة العربية السعودية | باحث و ناقد موسيقي | تقييم عام مع تقييم النص الشعري واللحن والعلاقة بينهما والأداء الصوتي |
الأستاذ فريد الفولاحي | المغرب | أستاذ آلة العود و مادة الصولفيج - عازف و مؤلف موسيقي | تقييم عام مع تقييم اللحن |
الأستاذ محمد الجليلي | العراق | ذواقة متابع للموسيقى العربية - مصور تجريدي و نائب رئيس مجلس مركز الموصل للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
الأستاذ مهدي الوزني | العراق | ملحن وعازف وباحث | تقييم عام مع تقييم اللحن |
الأستاذة نادية الكناني | المغرب | ذواقة متابعة للموسيقى العربية | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
الأستاذ نبيل فوزي هدى | مصر | ذواقة متابع للموسيقى العربية - عازف على العود والناي | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
الأستاذة نزيهة بن سعد | تونس | ذواقة متابعة للموسيقى العربية | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
لم يرغب في ذكر اسمه | مصر | ذواقة متابع للموسيقى العربية - ملحن وكاتب اغان ومدير ثقافي | تقييم عام دون الدخول في تفاصيل النص واللحن |
لم يرغب في ذكر اسمه | المغرب | أستاذ موسيقى وعازف على العود | تقييم عام مع تقييم اللحن |
التصويت
قام أعضاء اللجنة بتقييم الألحان ، وكانت النقاشات فيما بينهم ثرية وغنية ، وحققت سوية منهجية عالية.
قام أعضاء اللجنة بالإجابة عن الأسئلة بالتصويت . تحققٌ كل شرط كان يؤخذ بالأغلبية ، فأنا لم أطلب إجماع الأصوات على تحقق أي شرط ، إذ أنها المسابقة الأولى من نوعها ، وهي للملحنين الواعدين . بالطبع أدى هذا إلى مرور بعض الهنّات والأخطاء في النصوص والألحان ، وقد تم إعلام الملحنين بها ، لإعادة النظر فيها ، ومناقشتها مع الشعراء ، حين يلزم ، ما وضع الملحنين في صورة الدقة المطلوبة في عملية التلحين.
بالنتيجة ، اعتبرَ ، الشرط محققاً إن حصل على عدد من الأصوات المؤيدة ، يساوي أو أكثر ، من الأصوات غير المؤيدة لتحقق الشرط.
العلامات
بعد أن توصلت اللجنة إلى إنجاز التصويت على الألحان ، تم احتساب العلامات التي حققها كل عمل غنائي ، وفق نظام مبني على عدد الأصوات المحققة لكل شرط ، أي أن علامات النص دخلت في مجموع العلامات ، بحسبان أن الملحن في العمل الغنائي كالمخرج في السينما ، مسؤول عن مجمل العمل ، ابتداء من اختيار النص ، حتى أدائه وإخراجه للناس .
تضمن التقييم ما يتصل بالنص لوحده ، وما يتصل باللحن ، و ما يتصل بالعلاقة بينهما . لم يكن ثمة علامات للأداء الصوتي ، نظرا لأن بعض الملحنين سجل لحنه بصوته ، وبعضهم استعان بمؤدين.
تضمنت النتائج النهائية ، تحديداً للعلامة التي حاز عليها كل لحن من الألحان التي عرضت على اللجنة .
الفئات
تم تصنيف الأعمال الغنائية في ثلاث فئات:
- الفئة الأولى ، وتضم الأعمال الغنائية التي حققت جميع الشروط ( عدا شرط الأداء الصوتي كما أسلفت ) ، وعددها 8.
- الفئة الثانية : وتضم الأعمال الغنائية التي حققت شرط العلامة ( أكثر من 50% ) ، ولكنها لم تحقق جميع الشروط ، وعددها 5 .
- الفئة الثالثة : وتضم الأعمال الغنائية التي لم تحقق جميع الشروط ، ولم تحقق شرط العلامة ، وعددها 18.
أتيحت الفرصة لأعضاء مجموعة أوج لإنقاذ لحنين من ألحان الفئة الثانية ، وتم التصويت على الألحان الخمسة التي جاءت ضمن تلك الفئة ، وتم اختيار لحنين من الخمسة.
أُعلم الملحنون الذين جاءت أعمالهم في الفئة الأولى ، كما أُعلم الملحنان اللذان تم إنقاذ عمليهما من قبل مجموعة أعضاء أوج ، لتصويب الهنّات والأخطاء المسجلة من قبل أعضاء اللجنة حول أعمالهم ، في جميع المحاور ، وفي الأداء الصوتي ، إن وجدت ، إذ أنني سبق وقلت بأن النتائج كانت بأغلبية أصوات أعضاء اللجنة ، وليس بالإجماع.
تم التصويت مجدداً على اللحنين المنقذين ، فقبلت اللجنة أحدهما واستبعدت الآخر. بالنتيجة أصبح عدد الأعمال الغنائية في الفئة الأولى : 9 ، وهي الأعمال التي عرضت للتصويت من قبل الجمهور ، لأخذ رأيه فيها.
النتائج
تم احتساب العلامة النهائية لكل لحن بنتيجة تصويت لجنة التحكيم والجمهور ، وتم إعلان النتائج ، وفق قرار لجنة التحكيم ، وفق ورأي الجمهور ، كما أعلنت النتيجة النهائية ، التي أخذت بعين الاعتبار : قرار اللجنة ورأي الجمهور.
أذكِّر بأن المراتب الأولى في هذه المسابقة حدِّدتْ ، وفق قرار لجنة التحكيم ، نسبة للسوية العامة للألحان المشاركة في المسابقة ، وليس نسبة إلى أعمال كبار الملحنين.
يمكن أيضاً متابعة الحلقة الرابعة من مداخلاتي التلفزيونية حول المسابقة والمتعلقة بتشكيل لجنة التحكيم وأسلوب عملها: