تعيش الموسيقى العربية في أزمة لأسباب عديدة ، ولكن هل هناك من عناصر إيجابية؟ وأين تقع الأزمة فعلاً؟ وماهي الحلول الممكنة؟
عندما نطرح هكذا أسئلة في فضاءات العلم والبحث ، كثيراً ما نلجأ إلى استطلاعات الرأي ، التي تشكل العنصر الأساس في أي دراسة تحليلية ( SWOT ) تهدف إلى معالجة واقع أي ظاهرة تقع في أزمة . لا تخرج مساعي التأسيس لنهضة جديدة للموسيقى العربية ، انطلاقاً من واقعها المعاصر ، عن هذا الإطار.
تتشكل استطلاعات الرأي عادة من مجموعة متكاملة من الأسئلة ، تجمعها استمارة ، و تهدف إلى استطلاع رأي الجمهور المستهدف في واقع الظاهرة المدروسة أولاً ، ثم إلى استكشاف مدى قبول المعالجات المقترحة.
ولما كان فضاء الانترنت يوفر إمكانية التواصل المباشر والآني مع الجمهور المستهدف ، فإنني أقوم باستطلاعات الرأي هذه بهدف تحديد أسباب الواقع الذي تعيشه الموسيقى العربية ، ومواقع الضعف الأساسية فيه ، من خلال قياس رأي الجمهور في العناصر الإبداعية ، أولاً ، ثم في العناصر الداعمة للإبداع.
استطلاعات الرأي حول واقع عناصر الإبداع في الموسيقى العربية
بدأت أولاً بطرح استطلاعات الرأي الخاصة بعناصر الإبداع هذه على موقعي على الانترنت وعلى صفحتي على موقع فيس بوك ، بالتتالي ، على أن أطرح استطلاعات الراي الخاصة بالعناصر الأخرى والخاصة بالمنظمة الداعم للإبداع لاحقاً، وقد أظهرت تلك الاستطلاعات نتائج مهمة ، إذ خالفت نتائج الاستطلاعين الخاصين بالأصوات وبالعازفين ، نتائج جميع الاستطلاعات الأخرى ، وهذه نتيجة مهمة في عملية تقييم الواقع التي نقوم بها ، إذ أكدت تلك النتائج ، وبنسبة 70% ، أننا لا نفتقد الأصوات القادرة على الإسهام في التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة ، وأننا لا نفتقد العازفين القادرين على الإسهام في تلك النهضة ( 67%) ، فيما بينت نتائج 4 استطلاعات رأي أخرى تم نشرها أيضاً ، و بنسب عالية ، ( أكثر من 75% ) ، أن الموسيقى حاجة إنسانية وروحية (94%) ، وأن الموسيقى العربية والغناء العربي في واقعهما الحالي لا يلبيان ذلك ( 83%) ، وأننا نفتقد الملحنين ( 77% ) والمؤلفين الموسيقيين ( 85% ) القادرين على التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
أظهرت نتائج الاستطلاع الخاص بالشعراء ، حالة مختلفة ، إذ انخفضت فيه نسبة المؤيدين لفكرة الافتقاد للشعراء إلى 62% ( مقابل 77% للملحنين ) ، ما يعني بالنتيجة ، أن المشكلة الأساسية في واقعنا اليوم ، حسب الرأي العام ، وفيما يخص العناصر الإبداعية الموسيقية الموجودة على الساحة اليوم ، هي الافتقاد للملحنين والمؤلفين الموسيقيين ، وبنسبة أقل للشعراء ، فيما لا نفتقد الأصوات والعازفين ، وهو ما كنت ذهبتُ إليه ، عندما أطلقتُ مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة ، و مسابقة الملحنين الواعدين. طبعاً هناك عناصر أخرى ، تتحكم في هذا الواقع ، وأسميها العناصر الداعمة للإبداع ، سنتوقف عندها في استطلاعات الرأي اللاحقة.
استطلاعات الرأي حول فترة النهضة التي عاشتها الموسيقى العربية في القرن العشرين
تم طرح استطلاعات للرأي حول فترة النهضة ، وحول تحديد الأسباب التي أدت إلى تلك النهضة ، حيث تم تحديد الأسباب مما يوفر آفاقاُ للعمل على إعادة توفيرها أو بدائل عنها أكثر معاصرة ، بما يكفل التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
استطلاعات واقع الوسيقى العربية وتحديد القضايا التي يجب معالجتها والمسارات التي يجب العمل في سياقها.
تم أيضاً طرح استطلاعات للرأي لتقييم واقع الموسيقى العربية ، ووضع الجمهور اليوم ، و ماهي الآفاق المتوفرة أمام الملحنين ، وماهي القضايا الأهم التي يجب معالجتها.
انقسمت الآراء حول مدى توفر ملحنين قادرين على التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة ، فكان طرح استطلاع للرأي لترشيح الملحنين القادرين على ذلك.
تم أيضاً طرح استطلاع للرأي حول أهم المجالات التي على الملحنين المعاصرين العمل في إطارها لتحقيق تلك النهضة ، وحددت النتائج تلك المجالات.
استطلاعات الرأي المقارنة
تم أيضاً طرح نماذج لاستطلاعات الرأي المقارنة ، سواء لمقارنة أغان لمغنٍ محدد ، أو لمقارنة أغانٍ اعتمدت نصاً محدداً، وكانت النتائج أحياناً مفاجئة!
استكمال التصويت للحصول على نتائج نهائية
حتى الآن بلغ عدد من قاموا بالتصويت 8197 شخصاً ، فيما بلغ عدد الأصوات 11326 صوتاً ، بحسبان أن بعض استطلاعات الرأي سمحت لمن يقوم بالتصويت بأن يختار أكثر من إجابة.
أعيد اليوم نشر استطلاعات الرأي مجتمعة ، لأنها تعطينا نظرة عامة حول مكانة الموسيقى عند الإنسان بشكل عام ، كما تبين لنا توصيف الجمهور لواقع الموسيقى العربية ، و لواقع العناصر الإبداعية في الموسيقى العربية ، كما أعرضها للتصويت مجدداً ، وذلك بغية تأكيد نتائجها ، لتصبح نهائية.
قد تتغير النسب المنشورة أعلاه طبعاً ، مع تقدم أعمال التصويت.
طبعاً هناك أسئلة أخرى قابلة للطرح مع الخيارات المعبرة عنها وهي قيد الدراسة:
- كيف تردى واقع الموسيقى العربية إلى ما هو عليه الآن ؟ ولماذا؟
- ماهي العوامل الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى أن عادت الكلمة للسيطرة على مسار الغناء على حساب اللحن؟
- لماذا نعتبر أن تفوق الدرسة الحديثة في الموسيقى العربية في النصف الأول من القرن العشرين على ما سبقها كان نهضة؟
استطلاعات الرأي
فهرس استطلاعات الرأي
- 00-استطلاعات الرأي عبر الإنترنت في خدمة مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة!
- 01- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية : هل ترى أن الموسيقى حاجة إنسانية للتوازن النفسي والعاطفي و للتعبير عن العواطف والمشاعر تتجاوز الكلمات أم أنها أداة للتسلية والترفيه؟
- 02- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية اليوم : هل ترى أن واقع الموسيقى العربية اليوم يلبي ضرورة أن تكون غذاءً للروح وأداة إنسانية للتعبير عن المشاعر والعواطف تتجاوز الكلمات؟
- 03- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية اليوم – عناصر الإبداع (1) : هل ترى أننا نفتقد الشعراء القادرين على صياغة كلمة معبرة عن المشاعر والأحاسيس في هذا العصر لتبنى عليها الألحان؟
- 04- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية اليوم – عناصر الإبداع (2) : هل ترى أننا نفتقد اليوم الملحنين القادرين على تطوير عناصر الإبداع التي أنتجتها النهضة الموسيقية العربية التي شهدها القرن العشرون وتوظيف ذلك في ألحانهم للتعبير عن مشاعر و أحاسيس الإنسان العربي المعاصر؟
- 05- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية – عناصر الإبداع (3) : هل ترى أننا نفتقد اليوم الأصوات القادرة على أداء الألحان ، التي تم تطويرها خلال النهضة الموسيقية العربية التي شهدها القرن العشرون ، و التي تستطيع في الوقت ذاته ، أن تحرض تنافس ملحني اليوم المبدعين ، بافتراض وجودهم ، لصياغة ألحان تسمح لتلك الأصوات ، لكي تعبر بأدائها عن مشاعر و أحاسيس الإنسان العربي المعاصر؟
- 06- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية – عناصر الإبداع (4) : هل ترى أننا نفتقد اليوم المؤلفين الموسيقيين ، القادرين على صياغة مؤلفات موسيقية ، تعدل من واقع تركيز فترة النهضة الموسيقية العربية في القرن العشرين على الغناء ، و تعبر في الوقت ذاته عن مشاعر و أحاسيس الإنسان العربي المعاصر؟
- 07- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية – عناصر الإبداع (5) : هل ترى أننا نفتقد اليوم العازفين على مختلف الآلات الموسيقية ، القادرين على أداء العناصر الموسيقية في تراثنا الموسيقي والغنائي ، و كذلك في الأعمال الغنائية و المؤلفات الموسيقية الجديدة ، التي تعبر عن مشاعر و أحاسيس الإنسان العربي المعاصر؟
- 08- استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية – الجمهور (1) : كيف كان أن تعلّقتَ بالموسيقى العربية ؟
- 09 – استطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية – الجمهور (2) : هل يشيخ جمهور الموسيقى العربية الكلاسيكية؟
- 10- استطلاعات الرأي لاستكشاف مسارات إطلاق نهضة موسيقية عربية جديدة – تحفيز الإبداع – 1 : ماهو المجال الأمثل لمبدعين شباب اختزنوا تراث فترة النهضة التي عاشتها الموسيقى العربية في القرن العشرين للتعامل مع التراث؟
- 11- استطلاعات الرأي لاستكشاف مسارات إطلاق نهضة موسيقية عربية جديدة – تحفيز الإبداع – 2 : متى تكون الأغنية هامة؟
- 12- استطلاعات الرأي لتقييم واقع الموسيقى في القرن العشرين – 1 : هل ترى أن الموسيقى العربية في صورتها الغنائية استطاعت في خمسين عاماً من القرن العشرين أن تحقق نهضة موسيقية حقيقية؟
- 13- استطلاعات الرأي لتقييم واقع الموسيقى في القرن العشرين – 2 : ما هي الأسباب التي أدت إلى أن الموسيقى العربية استطاعت في خمسين سنة من القرن العشرين أن تحقق نهضة موسيقية حقيقية؟
- 14- استطلاعات الرأي – قضايا ( 1 ) : في ظل الأزمة التي تعيشها الموسيقى العربية اليوم والواقع العربي ، هل يمكن التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة ، دون أن تترافق مع نهضة عربية شاملة؟
- 15- استطلاعات الرأي لتقييم واقع الموسيقى العربية: اختر أو رشح الملحن المعاصر الذي ترى أن سوية نتاجه تقارب سوية نتاج كبار الملحنين في عصر النهضة أو أنه مميز نسبة إلى نتاج غيره من الملحنين المعاصرين!
- 16- هل ترسم إعادة تقديم التراث برؤى جديدة آفاقاً جديدة لاستدامته في الوجدان؟ دور قد ما حبك زعلان منك بين صالح عبد الحي وأنغام نموذجاً!
- 17- استطلاعات الرأي لمقارنة أغانٍ لمغن محدد : ماهي الأغنية من أغاني بدايات عبد الحليم التي تجدها الأقرب إلى شخصيته الغنائية كما استقرت لاحقاً؟
- 18- استطلاعات الرأي للمقارنة بين أغنيات مختلفة اعتمدت النص ذاته: حدد بعد متابعة النص و الاستماع للألحان اللحن الأكثر بينها تعبيراً عن مضمون قصيدة أبي نواس حمّالة الأوجه : حامل الهوى تعبُ !
- 19- دراسة حول استطلاعات الرأي : ماهو واقع الموسيقى العربية اليوم؟ وأين تقع الأزمة؟ وماهي الحلول ؟ استطلاعات الرأي تجيب!
شكرا لجهودكم
استطلاع هام شكرا لكم
اسباب ضعف الموسيقى العربية هو ات من العصر الذهبي نفسه. فقد تم الاجهاض على محاولات التطوير التي قام بها القصبجي و فريد الاطرش و تلميع و تبني مدرسة التحفظ التي كان رائدها الاول السنباطي و بطبيعة الحال بلغت اوجها مع ام كلثوم و ملحنيها و بدأت تدريجيا في الانحدار بعدهم الى ان وصلت الى ما هو حال موسيقانا الان. المارد الذي اسمه ام كلثوم و ملحنوها و قفو في وجه التطور و انتجو اعمالا اسطورية لكن في اطار التقيد بما يسمى التحفظ و عدم التطوير. اظن لو كان هناك تاوزن بين المدرستين لكانت امور الموسيقى العربية الان افضل.
نحن نفتقد جمهور مثقف ثقافة موسيقية و شعرية يلمس مواطن الجمال في الأغنية الجديدة.
تم
لا أرى نقصاً كاملاً في الأصوات و هو ما أثبتته لنا برامج المواهب من مثل ” the voice أو arab idol أو غيرهم…” و لكن لنسأل أنفسنا، لمَ ظهرت هذه الأصوات متألقةً في أغاني التراث التي غنوها في المسابقات ثم خبا نجمهم أو اندثر – أو على الأقل فقدوا مستمعيهم من الطراز الرفيع – بعدما غنوا أغانيهم الخاصة المتسمة بروح العصر الحالي؟؟؟!
ببساطة يا أستاذي الفاضل و سيداتي و سادتي الأفاضل إن ما ينقصنا اليوم هو ملحنٌ جيّد يلحن جملةً موسيقيةً – من روح الشرق و من واقعنا – لكلمات تتسلل دونما إذن لأرواحنا و قلوبنا و ليس لعضلاتنا الراقصة….!
لدينا آلاف القصائد الفصحى و العامية الرائعة المرمية في الأرشيف إن لم يتوفر شاعر جيد حالياً
و النقطة الأهم أن نحمي هذا الجنين الموسيقي الناتج عن تلاقح اللحن و الكلمة من التوزيع الرديء و الإيقاع السخيف المعاصر لأن مثله كمثل من يعطي ابنه لتاجر ممنوعات لكي يربيه تربية صالحة…
أم مسألة الأصوات الجميلة و الطربية أو حتى الشعبية فهي وفيرة جداً على امتداد الجغرافيا العربية
مسألة إحياء الذوق الموسيقي لدى الجمهور صعبة
و الأصعب التخلص من سطوة شركات الإنتاج التي لا تفقه من موسيقانا شيئاً و التخلص كذلك من تدخلها فيما لا يعنيها في عملية ولادة الأغنية
شكراً للدكتور الفاضل على هذا الاستطلاع
أعتقد أن انحدار مستوى الموسيقا والغناء العربي كان نتيجة غياب القامات المؤهلة لإدارة شؤون الإعلام والثقافة والأدب والفنون . وغياب هؤلاء سببه بالطبع فساد الأنظمة . اقول المؤهلة وأعني بهم المؤهلون علميا وثقافيا وحرصا على النهوض بالامة . يكفي أن نستحضر أمثال أحمد شوقي امير الشعراء المقرب من الأسرة الحاكمة في مصر والأسماء البارزة في ذلك العصر كالعقاد ولطفي السيد وطه حسين وحافظ ابراهيم وفي سوريا فخري البارودي ومحمد كردعلي وغيرهم . فالمثقفون المخلصون يغلب عليهم امتلاك الذوق السليم. وبالتالي يكون لهم دور هام في الفنون والآداب . في منتصف القرن الماضي كانت نخبة من مثقفي مصر يعملون في المجال الثقافي في الكويت كاحمد زكي واحمد بهاء الدين ولوحظ اثرهم في تميز الكويت رغم صغر حجمها على المستوى الثقافي والفني .
[* Shield Security plugin marked this comment as “SPAM”. Reason: Human SPAM filter found “iphone9” in “user_agent” *]
كل الشكر لجهودك
نحن نفتقر الى جمهور متذوق ومثقف
ونفتقر لثقافة مهمة جدا وهي اهمية الموسيقى وحاجتنا لها في كل الظروف عندما نؤمن بأهمية الموسيقى سوف تتغير نوع الموسيقى والاغاني التي تغزو الشارع العربي