في 23 حزيران / يونيو عام 1992 ، كرَّمت كلية الفنون في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس الأستاذ صباح فخري إذ اعتبرت أسلوبه في الأداء ، مرجعاً معيارياً للغناء التقليدي العربي ، وذلك في حفل أقامته في قاعة “رويس ” في لوس أنجلس.
كان هذا التكريم مناسبة لكي أجري مع الأستاذ صباح لقاءً تلفزيونياً نستعرض فيه معاً مسيرته الفنية والمراحل التي من خلالها وصل إلى أن يعتبر على المستوى العالمي مرجعاً معيارياً للغناء العربي التقليدي.
كان لقاءً مطولاً رأيت لاحقاً تفصيله في مشاهد وفي مجموعات لكي يكون وثيقة أصيلة سمعية بصرية تسمح بتشكيل رؤية إجمالية لصوت استثنائي استطاع أن يثبت مكانته على مستوى العالم العربي والعالم اعتماداً على قدراته وإرادته فقط!
استعرضنا في هذا المشهد الأول من اللقاء بدايات الأستاذ صباح ، حيث كشف لي مجريات التنافس الذي حصل بين الزعيم الوطني فخري البارودي و أمير الكمان سامي الشوا على صوته ، الأول يريده أن يبقى في سورية ، والثاني يريد أن يأخذه معه إلى مصر! يكشف هذا أهمية وجود شخصيات داعمة للإبداع ، لكي ينمو وينتج! وهو ما نحتاجه الآن في سعينا للتأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
يرد أيضاً في هذا المقتطف حديث عن الأغنية الدينية ” يا رايحين لبيت الله ” ، التي لحنها الأستاذ صباح ، وكان عمره لا يزيد عن 14 عاماً ، و غنّاها على أثير الإذاعة السورية ، عام 1947 ، دون أن يفصح عن الملحن ، خشية عدم بثها ، لصغر سنه ، ليسجلها ، لأول مرة تلفزيونياً ، ومع الفرقة الموسيقية ، في تلك السهرة ، التي سُجِّلت وبُثَّت ، منذ سبعة وعشرين عاماً!