في مثل هذا اليوم من عام 2014 ، رحل عن دنيانا الأخ الفنان أسعد الشاطر ، الذي أبدع في العزف على العود ، و رنَّت أوتاره في أربعة أركان الدنيا.
كان أسعد الشاطر عازف العود ، و الركن الأساس في فرقة الأستاذ صباح فخري الموسيقية ، التي جالت العالم في السبعينات من القرن الماضي ، و كان شاركه في أهم حفلاته ، ومنها تلك الحفلة الشهيرة ، في قصر المؤتمرات في باريس ، عام 1978.
التحق في الثمانينات ، وبطلب من الفنان بليغ حمدي ، بفرقة الفجر الموسيقية ، بقيادة الأستاذ أمين الخياط ، بغاية مرافقة الفنانة ميادة الحناوي في حفلاتها التي جالت العالم على مدى سنوات طويلة ، إلى أن غلبته ظروفه ، وطبيعة العلاقات السائدة في عالم الفن ، فاختار أن يبتعد ، و أن يركز نشاطه في مدينته حلب ، عاصمة الطرب ، التي لم تقصر أبداً في تكريمه ، حتى رحيله ، في 28 كانون الثاني / يناير 2014 ، مفضلاً ظلم التاريخ على ظلم أهل الفن.
أنشر اليوم ، و في ذكرى رحيله هذا التسجيل الذي كان نفذه لصالح برنامجي التلفزيوني : العرب والموسيقى ، في أجواء مقام الحسيني ، وهو فرع من مقام البيات ، يشترط فيه بدء العمل بإظهار الدرجة الخامسة وإبراز جنس البيات عليها ، و في أجواء أغنية صبيحة ، وهي أغنية شهيرة من تراث منطقة الجزيرة السورية.
نلاحظ في التسجيل وبسهولة : ليونة الريشة ، وسلاسة انتقالاتها بين الأوتار ، كما نلاحظ التزامن المحكم بين نقراتها وبين حركة أصابع اليد اليسرى ، في ثباتها وانزلاقها ، وهو ما يدعى في الإجمال : السهل الممتنع.
شارك في التسجيل الأستاذان عدنان أبو الشامات على الكونترباص ، و نبيل الخياط على الرق ، الذي انفرد في ومضات جميلة و مقتدرة.
التسجيل من إخراج المخرج الراحل حكمت الصبان.
صورة مسار مقام الحسيني من كتاب مؤتمر القاهرة 1932