أثبتت الفضائيات العربية ، على مدى سنوات ، أن العالم العربي لا يفتقر إلى الأصوات الشابة الجميلة ، التي تستطيع أداء أصعب أغاني التراث الموسيقي العربي ، في يسر وسلاسة ، ولكن الواقع أثبت أيضاً ، أن تلك الأصوات سرعان ما تغيب في مسالك الألحان المسطحة ، إذ تفتقد الملحنين والمؤلفين الشباب ، القادرين على توظيفها ، للتأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة.
من هنا فإنني أطرح السؤال التالي: كيف يمكن أن نتأكد من وجود ملحنين و مؤلفين و عازفين مميزين شباب ، مستلهمين إبداعات الكبار ، و مجددين من خلالها ، وهل هناك من وسيلة ، لمقارنة نتاجهم ، في حال وجودهم ، مع عناصر الإبداع الموسيقي العربي ، كما تطورت في عصر النهضة ، لاكتشاف مدى تحقيقه لاستدامتها؟
لقد عملتُ ، على مدى أكثر من ثلاثين سنة ، عبر البرامج التلفزيونية ، و النشر على الإنترنت ، على كشف مكامن الإبداع في الموسيقى العربية ، كما تطورت في عصر النهضة ، وذلك لأسباب عديدة ، لا مجال للتوقف عندها الآن ، و منها ضرورة توفير نموذج مقارن ، يسمح باكتشاف مكامن الإبداع ، في الأعمال الغنائية والموسيقية الجديدة ، و بقياس مدى اتساقها مع إبداع الكبار ، وتطويرها له ، وهو ما كنت أقدر بأنه سيسمح ، في اللحظة الملائمة ، بإطلاق عملية استكشاف ، تؤدي إلى وضعِ ملحنين و مؤلفين و عازفين مميزين ، مستلهمين إبداعات الكبار ، و مجددين من خلالها ، ومغيَّبين لأسباب متنوعة ، في دائرة الضوء ، و بتوجيههم نحو التأسيس لنهضة موسيقية جديدة مأمولة!
نعم ، لقد حان الوقت ، وبعد أن تجاوزت الصفحة عتبة 200.000 معجب ومتابع ، يتزايدون يومياً ، وتمكن موقعي على الانترنت ، من استقبال عشرات الآلاف من الزيارات شهرياً ، ما يؤكد اهتمام المجتمع العربي بتراثه الموسيقي ، لكي أطلق مبادرة أولى ، توظف الأساليب التكنولوجية الجديدة ، المعتمدة على النشر عبر شبكة الإنترنت ، و مواقع التواصل الإجتماعي ، و تسمح باكتشاف هؤلاء المغيَّبين ، و بتشجيعهم ، في حال وجودهم ، و بوضعهم ، بمساعدتكم جميعاً ، في دائرة الضوء ، في إطار فضاء شبكة الإنترنت ، في مرحلة أولى ، ما سيمهد ، في حال نجاح هذه المبادرة ، إلى جانب مبادرات أخرى ، سأطرحها لاحقاً ، إلى الانتقال بهؤلاء المبدعين الشباب ، إلى الفضاءات التلفزيونية الأرحب ، وهو ما سأوضحه في نشرات تالية.
أنتظر اقتراحاتكم ، و لنبق على تواصل!