تكثِّف الصور ، التي تسجل لحظة فريدة عادة ، معلوماتٍ كثيرة ، قلما يتم التوقف عندها.
أفتتح اليوم ، في نشرات غير متتالية ، مساراً على الموقع ، تحت عنوان : للصور لغة ، يحاول أن يقرأ ما تنقله لنا صور نادرة ، أو متداولة ، من معلوماتٍ ، قد تكون خفية ، أو غير منتبه إليها ، على الأقل!
فلنحاول الآن إذاً ، أن نقرأ ما تنقله لنا الصورة التالية، التي تظهر فيها السيدة أم كلثوم ، تعزف على القانون!
في الواقع ، كثيراً ما التُقطت صور لمغنين أو لمطربين يعزفون على آلة العود . منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو لغايات التصوير فقط ، ولكن نادراً ما التقطت تلك الصور ، لمغنين أو لمطربين ، وهم في حالة عزف حقيقية ، مع فرقة موسيقية ، إن لم يكن المغني قادراً فعلاً على العزف الحقيقي والصحيح ، فما بالك إن كانت تلك الصورة ، تبين عزفاً لمطربة ، في مكانة السيدة أم كلثوم ، تعزف ، ليس على العود ، كما هو متداول ، بل على القانون ، و بمرافقة عازفين من فرقتها ، ومنهم محمود القصبجي ، و عبد المنعم الحريري ، على الكمان!
من هنا يجب أن نقرأ صورة السيدة أم كلثوم ، التي التُقطت ، لتسجل لحظة ، تقوم فيها السيدة أم كلثوم بالعزف على القانون ، ولكن مع الفرقة ، فيما الكورس يغني ، بما يشي بأن الصورة التقطت في حالة أداء حقيقية! ملاحظة أخرى: اتجاه عيني أم كلثوم يوحي بأنها تنظر إلى لوحة تدوين للحن الذي تعزفه.
نعم ، يبدو أن السيدة أم كلثوم كانت عازفة قانون حقيقية ، مع كل ما يعنيه ذلك ، من إتقانٍ وفهمٍ للمقامات والإيقاعات الموسيقية ، و من اطلاعٍ على أسرارها ، ما يجعلها تستقر في الوجدان ، وهذه هي مقولة هذه الصورة!
وهاهي صورة أخرى وعبده صالح عازف القانون الشهير يستمع إلى عزفها!
وهنا ، من الطبيعي أن نتساءل : إذا كانت أم كلثوم كذلك ، فهل دفعها هذا إلى الإقدام على التلحين؟
هذا ما سأتابعه في النشرة التالية!