أنشر اليوم هذا التسجيل التلفزيوني النادر ، للأستاذ عزيز غنّام ، في عزف تأملي على العود ، جاء على مقام النهاوند. التسجيل مقتطفٌ من إحدى حلقات برنامجي التلفزيوني ” العرب والموسيقى ” ، الذي كنت أقدمه على شاشة التلفزيون العربي السوري ، منذ منتصف الثمانينات.
يعتبر الأستاذ عزيز غنام ، إضافة إلى قدراته الفائقة في التلحين ، وهو ما سأتوقف عنده قريباً ، من أهم عازفي العود والنشأت كار في العالم العربي ، رغم أنه لم يحقق شهرة كبيرة ، بسبب شخصيته الهادئة ، وابتعاده عن الأضواء ، و عن المجالات التي تؤمّن الشهرة.
تعاصر ، في منتصف القرن الماضي ، مع عازفين كبار ، من أمثال محمد عبد الكريم ، و سامي الشوا ، و توفيق الصباغ ، و فريد غصن ، وفريد الأطرش ، ورياض السنباطي ، ومحمد عبد الوهاب ، ومحمد القصبجي ، وجورج ميشيل ، و كذلك منير وجميل بشير وسلمان شكر ، الذين درسوا على الشريف محي الدين حيدر ، و مع آخرين ، ممن كانوا روّاداً ، في تشكيل تيارٍ موسيقيٍ هامٍ ، سعى لإبراز قدرات الآلات الموسيقية ، التطريبية والتعبيرية ، خارج إطار مرافقة الغناء.
ابتعد عزيز غنّام عن أساليب الارتجال السائدة في التقاسيم ، المعتمدة على التطريب والقفلات المسرحية ، متأثراً في ذلك بتركيزه على الإذاعة ، وابتعاده عن العزف أمام الجمهور ، إذ عمل أولاً في إذاعة حلب ، ثم أقام في دمشق لسنوات طويلة ، وعمل في إذاعتها ، مسجلاً الكثير من التسجيلات المحفوظة في مكتبتها.
يعتبر الأستاذ عزيز غنام ، إضافة إلى قدراته الفائقة في التلحين ، وهو ما سأتوقف عنده قريباً ، من أهم عازفي العود والنشأت كار في العالم العربي ، رغم أنه لم يحقق شهرة كبيرة ، بسبب شخصيته الهادئة ، وابتعاده عن الأضواء ، و عن المجالات التي تؤمّن الشهرة.
تعاصر ، في منتصف القرن الماضي ، مع عازفين كبار ، من أمثال محمد عبد الكريم ، و سامي الشوا ، و توفيق الصباغ ، و فريد غصن ، وفريد الأطرش ، ورياض السنباطي ، ومحمد عبد الوهاب ، ومحمد القصبجي ، وجورج ميشيل ، و كذلك منير وجميل بشير وسلمان شكر ، الذين درسوا على الشريف محي الدين حيدر ، و مع آخرين ، ممن كانوا روّاداً ، في تشكيل تيارٍ موسيقيٍ هامٍ ، سعى لإبراز قدرات الآلات الموسيقية ، التطريبية والتعبيرية ، خارج إطار مرافقة الغناء.
ابتعد عزيز غنّام عن أساليب الارتجال السائدة في التقاسيم ، المعتمدة على التطريب والقفلات المسرحية ، متأثراً في ذلك بتركيزه على الإذاعة ، وابتعاده عن العزف أمام الجمهور ، إذ عمل أولاً في إذاعة حلب ، ثم أقام في دمشق لسنوات طويلة ، وعمل في إذاعتها ، مسجلاً الكثير من التسجيلات المحفوظة في مكتبتها.
أسلوبٌ فريدٌ في العزف
تفرد في اعتماده شكلاً خاصاَ لتموضع اليد اليمنى أمام الأوتار ، يمكن التمعن فيه من خلال الفيديو النادر المرفق ، يتجسد من خلال الإمساك بالريشة ، بأصبعي الإبهام والسبابة فقط ، و إطلاق الأصابع الأخرى ، وكأنها تستند على وجه العود ، دون أن تمسَّه ، فيما جرت العادة تقليدياً على الإمساك بالريشة بالأصابع مجتمعة ، أو بأصبعي الإبهام والسبابة ، مع طيِّ الأصابع الأخرى حول الريشة ، و هو ما يجعل اليد في الأسلوب التقليدي تتحرك بكاملها مع حركة الريشة ، إلا أننا نلاحظ بسهولة ، لدى متابعة التسجيل المرفق ، أن يده بالكاد تتحرك ، فيما تتركز الحركة على إصبعيه الممسكَين بالريشة ، وهو ما أعطى عزفه ليونة قل نظيرها.
سمح له هذا الأسلوب في النقر على الأوتار ، هبوطاً وصعوداً ، بشكل ليِّنٍ وطريّ ، بأن ينفذ الجمل اللحنية السريعة و الهادئىة ، و توافقات الأصوات المتزامنة ، في يسر واضح ، مقترباً في ذلك من أسلوب العزف على آلة الماندولين ، كما تمكن ، من خلال مزاوجة ذلك ، مع سلاسة واضحة ، في انتقال يده اليسرى ، على طول زند العود ، بشكل مماثل للأسلوب المعتمد في عزف آلة الكمان ، من تطوير شخصية لحنية شفافة تأملية ، تقترب كثيراً من شخصية عزف كلٍ من الأستاذين محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ، و إن كانت أكثر ليونة ، وابتعاداً عن الأساليب التقليدية ، وتعتمد على سبر الإمكانات التعبيرية لمقام موسيقي محدد ، دون الخروج عنه ، إلى مقامات موسيقية أخرى ، إلا بعد مدة ، مستنداً في ذلك على رصيده الموسيقي المختزن ، على مدى سنوات طويلة ، وعلى فكره الموسيقي، الجاهز لابتداع فضاءات موسيقية آنية ومرتجلة ، وعلى تقنيةٍ في العزف ، غير مسبوقة ، في ليونتها وانسيابيتها!
تفرد في اعتماده شكلاً خاصاَ لتموضع اليد اليمنى أمام الأوتار ، يمكن التمعن فيه من خلال الفيديو النادر المرفق ، يتجسد من خلال الإمساك بالريشة ، بأصبعي الإبهام والسبابة فقط ، و إطلاق الأصابع الأخرى ، وكأنها تستند على وجه العود ، دون أن تمسَّه ، فيما جرت العادة تقليدياً على الإمساك بالريشة بالأصابع مجتمعة ، أو بأصبعي الإبهام والسبابة ، مع طيِّ الأصابع الأخرى حول الريشة ، و هو ما يجعل اليد في الأسلوب التقليدي تتحرك بكاملها مع حركة الريشة ، إلا أننا نلاحظ بسهولة ، لدى متابعة التسجيل المرفق ، أن يده بالكاد تتحرك ، فيما تتركز الحركة على إصبعيه الممسكَين بالريشة ، وهو ما أعطى عزفه ليونة قل نظيرها.
سمح له هذا الأسلوب في النقر على الأوتار ، هبوطاً وصعوداً ، بشكل ليِّنٍ وطريّ ، بأن ينفذ الجمل اللحنية السريعة و الهادئىة ، و توافقات الأصوات المتزامنة ، في يسر واضح ، مقترباً في ذلك من أسلوب العزف على آلة الماندولين ، كما تمكن ، من خلال مزاوجة ذلك ، مع سلاسة واضحة ، في انتقال يده اليسرى ، على طول زند العود ، بشكل مماثل للأسلوب المعتمد في عزف آلة الكمان ، من تطوير شخصية لحنية شفافة تأملية ، تقترب كثيراً من شخصية عزف كلٍ من الأستاذين محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ، و إن كانت أكثر ليونة ، وابتعاداً عن الأساليب التقليدية ، وتعتمد على سبر الإمكانات التعبيرية لمقام موسيقي محدد ، دون الخروج عنه ، إلى مقامات موسيقية أخرى ، إلا بعد مدة ، مستنداً في ذلك على رصيده الموسيقي المختزن ، على مدى سنوات طويلة ، وعلى فكره الموسيقي، الجاهز لابتداع فضاءات موسيقية آنية ومرتجلة ، وعلى تقنيةٍ في العزف ، غير مسبوقة ، في ليونتها وانسيابيتها!