أخرج اليوم قليلاً عن التحليل الموسيقي الجاد ، لأتوقف عند طرفة غنائية ، علَّق بها الأخوان رحباني ، وفيروز ، على نجاح أغنية للأستاذ وديع الصافي ، في بداياته ، و كانت سبباً في تسليط دائرة الضوء عليه ، إنها أغنيته الشهيرة : ع اللومة!
وظَّفت هذه الطرفة الغنائية لحناً شهيراً لشارلي شابلن : تيتينيا ، و تضمنت تركيب نص أغنية وديع الصافي ، على لحن شارلي شابلن ، ثم تركيباً لكلمة تيتينا ، على قدِّ لحن وديع! وإليكم التفاصيل!
في عام 1936 قدم شابلن فيلمه الجديد : الأزمنة الحديثة ، صامتاً ، رغم شيوع الأفلام الناطقة في العالم أجمع ، ومنها مثلاً أفلام لعبد الوهاب وأم كلثوم في مصر . كان ذلك إيماناً منه بأهمية مسار الأفلام الصامتة في التأثير. ولكنه قدم في هذا الفيلم أغنية ناطقة ذات بعد كوميدي ، إذ تأتي في مشهد في الفيلم على أنه نسي الكلمات ، فغناها بكلمات لا معنى لها . أتت الأغنية بعنوانين : تيتينا ، و الأغنية التي لا معنى لها : non-sense song ، وشاعت الأغنية في حينه عبر العالم!
في عام 1952 ، وفي مواكبة لمسار قدمه الأستاذ فريد الأطرش ، في أغنيته يا عوازل فلفلو ، كان حقق نجاحاً شعبياً مذهلاً ، كتب الشاعر عبد الجليل وهبة أغنية ع اللومة ، ولحنها الأستاذ وديع الصافي ، الذي كان لا يزال في بداياته ، فشاعت ووضعته على أولى درجات سلم الشهرة.
الأخوان رحباني ، في تعليق على نجاح هذا المسار الجديد ، وضعا ” طرفة غنائية ” أطلقا عليها اسم ع اللومة أيضاً ، تشكلت من لحنين : لحن أغنية تيتينا ( أو الأغنية التي لا معنى لها ) لشابلن ، ركَّبا على قدِّه نص أغنية ع اللوما لوديع ، و أدته المجموعة غناءً ، لتدخل السيدة فيروز في الغناء على قدِّ لحن وديع : ع اللوما ، ونصه ، مع إبدال ع اللوما ب : تيتينا ، و أترك لكم توقع المعنى الذي أراد الرحبانيان إيصاله من خلال هذه الطرفة الغنائية!
أرفقت تسجيلي الأغنيتين في الفيديو المرفق ، وأضفتُ صوراً من بيروت في الخمسينات، حيث ولدتا!