أنشر اليوم ، وفي ذكرى ولادة محمد عبد الوهاب في 13 آذار / مارس 1901 ، ( هناك خلاف حول سنة الميلاد ولكن لا خلاف على يوم الولادة) ، أسلوب عبد الوهاب في توظيف طبيعة آلة غربية خالصة ، غير معروفة في العالم العربي ، للتعبير عن معنى محدد في قصيدة الخطايا . يأتي هذا استكمالاً لنشرتين كنت نشرتهما خلال اليومين الماضيين ، تعلقتا يتعلق بالتعبير عن المعاني في الموسيقى العربية . كانت النشرة الأولى عن لحن الوصوليين ، الذي وضعه سيد درويش ، وأطلق فيه شرارة التعبير بالموسيقى عن حركة الجسد ، في أغنية أتت في سياق مسرحية غنائية ، تلك الحركة التي كانت تعبر أصلاً عن معاني النص ، فيما أتت النشرة الثانية لتتوقف عند رأي للدكتور فؤاد زكريا ، بأن الموسيقى الشرقية تفتقد إلى أي قدرة تعبيرية!
متابعة إذاً لهذا الموضوع ، أنشر اليوم هذا الفيديو ، المقتطف من إحدى حلقات برنامجي التلفزيوني ” نهج الأغاني “ ، وهو من أعمالي لعام 1997 . أوضح في هذا الفيديو الدور الذي قامت به آلة نفخية غربية خالصة : الهورن الفرنسي ، أو كما يسمى اصطلاحاً : الكورنو، للتعبير عن مضمون محدد ، في قصيدة الخطايا للأستاذ محمد عبد الوهاب.. البرنامج من إخراج المخرج رياض هاني رعد.
لنتعرف أولاً على آلة الكورنو وأصلها.
كلمة الهورن أتت من الكلمة العربية : القرن . السبب في أن الهورن الفرنسي تطور عن آلة موسيقية بدائية اسمها الهورن ( محرَّفة من كلمة القرن ) ، وكانت تستخدم في الصيد ، وهي مصنوعة من قرون الحيوانات .
ولنأتِ الآن إلى تبيان سبب توظيف الأستاذ عبد الوهاب لهذه الآلة في قصيدة الخطايا!